الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 1 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذين يفرحون كأنهم لا يفرحون!
لِكَيْ يَكُونَ ... الَّذِينَ يَبْكُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَبْكُونَ، وَالَّذِينَ يَفْرَحُونَ كَأَنَّهُمْ لاَ يَفْرَحُونَ ( 1كورنثوس 7: 29 ، 30)
لا يطلب الرسول هنا أن لا نفرح بالأمور الزمنية المؤقتة، وإلا لقال: “الذين يفرحون لا يفرحون”، بل يقول: «الذين يفرحون كأنهم لا يفرحون»؛ أي: لا تَدَع فرحك بهذه الأمور يأخذ حيِّزًا أكبر مما يجب، لا تجعل هذه الأمور المُفرحة هدفًا أو غاية، لا تَعِش من أجلها، بل عِش للرب. قد يُعطينا الرب في إنعامه أمورًا جيدة نُسَرّ بها في هذه الدنيا: أولادًا ناجحين، مهنة مرموقة، يُسرًا ماديًا، أحداثًا مُفرِحة في الحياة مثل زواج الأولاد، ولادة الأحفاد، كلها أمور مُبهِجة، يُرتب الرب في محبته وحكمته بعضها لنا. وما دام قصد الله أن يُعطينا هذه الأمور لنفرح بها، إذًا فالفرح بها واجب؛ ولكن بينما نستمتع ونفرح بالأمور الجيدة التي يُرتبها الله لنا، يجب ألا نَدَع هذه الأمور تملك قلوبنا، فإنها سوف تزول قريبًا، حتى بالرغم من أنها ليست أفراح العالم الشهوانية الزائلة، بل هي أفراح زمنية طبيعية مُرتبة لنا من قِبَل الله، ولكنها لارتباطها بالخليقة الأولى فهي لن تصمُد للأبدية لتستمر معنا هناك، بل تنتهي وتزول في هذا الزمان، لذلك لا يجب أن نضع قلوبنا عليها. لو أن كنزنا هنا، وفَرَحَنا بالأمور الزمنية المشروعة يملك على قلوبنا، فماذا سنفعل حين تذهب أدراج الرياح، أو حين ينتهي زمن الحياة على الأرض؟!

قد يحدث أننا بسبب ضعف حالتنا الروحية، ولرغبتنا في الانشغال بأمور العالم المشروعة، ولأننا نريد أن نجد فيها اللذة والسعادة دون أن يسبب هذا ثقلاً على ضمائرنا، نتساءل: هل بحثي عمَّا يُسعدني خطية؟ ما الذي يُزعج الله في هذا؟ أ ليس الله يُريد سعادتي؟ حسنًا، إن الأمر هنا لا يتعلَّق بالخطية مُطلقًا، بل بتوجُّه القلب وحالته. هل أقصى ما أريد هو ألاَّ أفعل الخطية؟! أم أني يجب أن أحرص أيضًا على ألاّ أنشغل بالأمور التي هي في حد ذاتها ليست خطية؟ الوقت يمر، وكل يوم يُقرِّبنا للأبدية، وهيئة هذا العالم تُشبَّه هنا بديكور مسرحي يُطوى سريعًا، ليتجهز المسرح لمشهد آخر، لذلك دعونا نقول: «أ هو وقتٌ لأخذ الفضة ولأخذ ثياب وزيتون وكروم وغنم وبقر وعبيد وجوارِ؟». نعم كلها أمور مشروعة وليست خطية، ولكن ليكن توجُّه قلوبنا: “لو أعطانيها الله سوف أُسرّ وأشكره، ولو لم يُعطني إياها فلن أطلبها أنا لأفرح بها، وفي الحالتين قلبي لن يتعلَّق بها”. ولا يجب علينا أن نسمح لأية علاقات أو أمور زمنية مؤقتة أن تُعطل شركتنا مع الرب أو صُنع إرادته.

ماجد موسى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net