الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 10 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عندهم موسى والأنبياء
عِنْدَهُمْ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءُ، لِيَسْمَعُوا مِنْهُمْ ( لوقا 16: 29 )
في كلمات الرب الخاصة بالغني ولعازر، يضع أمامنا صورًا رهيبة لحقائق عظيمة قبل الموت وبعده. فبخصوص الوقت الحاضر، قبل الموت، توجد ثلاثة أشياء يجب ملاحظتها بصفة خاصة وهي: إنسان العالم غير المؤمن ومعه ملذَّاته، والمؤمن ومعه آلامه، وكلمة الله التي تتكلَّم عن الأمور الأبدية ومعها ثباتها.

فالصورة المُعطاة لنا عن إنسان العالم ليست صورة شخص خليع شرير، ولكنها صورة شخص متَّع نفسه بأفضل ما يُؤكل ويُشرب ويُلبس؛ الأمور التي لا يمكن أن يُعطي العالم أكثر منها. «كان يلبس الأرجوان والبَز وهو يتنعَّم كل يوم مُترفهًا». فالذات هي غرض قلبه وليس الله. لقد كان «بلا إله في العالم»، ولذلك فكل تعزياته كانت مقصورة بالطبع على الوقت الحاضر. أخيرًا قبضت عليه يد الموت القاسية، وفصلت بينه وبين ملذَّاته إلى الأبد. مات ودُفن، وحفلة دفنه العظيمة كانت نهاية تاريخ إنسان العالم هذا؛ نهاية ارتباطه بالعالم الحاضر. إن الموت لمثل هؤلاء أمر خطير، ولكن ما الذي لا بد وأن يتبع الموت؟ حقًا ما أعمق كلمات المُخلِّص القائلة: «ماذا ينتفع الإنسان لو رَبِحَ العالم كُلَّهُ وخسِرَ نفسَهُ؟».

أما المؤمن فمع أنه عائش في العالم إلا أن العالم لا يعرفه ( 1يو 3: 1 ). إن مسرَّات قلبه ليست فيما يُرى وفيما هو وقتي. وليس ذلك فقط ولكنه يختبر عمليًا أن كل شيء عالمي، مُعاكس له. إنه غريب هنا، طريقه طريق الانفراد، وأحزانه ليست قليلة. ولكن وإن كثر فقره وتعبه إلا أنه يجد أن الله معه ويستطيع أن يُحوِّل كل الأشياء لتعمل معًا لخيره بطريقة لا تخطر على باله. إن هذا المؤمن تعلَّم أيضًا «أنه قد وُهِبَ لكم لأجل المسيح لا أن تؤمنوا بهِ فقط، بل أيضًا أن تتألموا لأجلهِ» ( في 1: 29 ).

وبعد أن يتكلَّم الرب عن رجل المسرَّات الحاضرة ورجل الإيمان، يتكلَّم عن الشيء الثالث وهو حيازة الكتب المقدسة «عندهم موسى والأنبياء، ليسمعوا منهم». إن الكتاب المقدس هو أساس دينونة الخاطئ، كما أنه سبب تعزية المؤمن وتعضيده. والآن أيها القارئ العزيز ليس عندك فقط موسى والأنبياء، بل شهادة ربنا يسوع نفسه وشهادة رسُلهِ.

عزيزي .. هل سمعت كلمة الله؟ ليتك تسمع فتحيا نفسك. فكِّر في ذلك الشخص المبارك الذي، وذراعاه مفتوحتان، يُنادي قائلاً: «تعالوا إليَّ يا جميع المُتعَبين والثقيلي الأحمال، وأنا أُريحكم».

أ. ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net