الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 26 أغسطس 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الإيمان العظيم
نَعَمْ يَا سَيِّدُ! وَالْكِلاَبُ أَيْضًا تَأْكُلُ مِنَ الْفُتَاتِ الَّذِي يَسْقُطُ مِنْ مَائِدَةِ أَرْبَابِهَا! ( متى 15: 27 )
ذات مرة كتب “صموئيل رازرفورد” يقول: “إن عمل الإيمان هو أن تطلب وتُصرّ على نوال رحمة الله الحافظة، من كل الصدمات القاسية التي يأتي بها عليك”. هذا هو تمامًا ما عملته هذه المرأة الأُممية. فعندما طلبت المرأة العون من الرب يسوع لأول مرة، لم يَرُّد عليها إطلاقًا! وإذ شجع صمته التلاميذ، ألحُّوا عليه أن يصرفها. كذلك عندما تكلَّم الرب، لم يوجِّه كلامه للمرأة بل للتلاميذ، وبَدَت كلماته وكأنها تستبعدها تمامًا «لم أُرسَل إلا إلى خراف بيت إسرائيل الضالة» ( مت 15: 24 ). ومع ذلك لم تستطع أي من هذه العوائق أن تُوقِف المرأة من مواصلة إلحاحها.

في المرة الأولى صرخت الأم تطلب المساعدة، وخاطبت يسوع باعتباره “ابن داود” وهو لقب يهودي. إلا أنها عندما صرخت في المرة الثانية تطلب مساعدته، قالت ببساطة: «يا سيد، أعنِّي!» ( مت 15: 25 ). عندئذٍ تحدَّث الرب عن إطعام البنين (إسرائيل) أولاً، وعدم طرح طعامهم للكلاب. وهنا وصل الرب إلى غرضه إذ قالت له المرأة: «نعم يا سيد! والكلاب أيضًا تأكل من الفُتات الذي يسقط من مائدة أربابها!» ( مت 15: 27 ).

لقد كشف ردَّها على أن الإيمان قد انتصر. فهي لم تُنكر المكانة المُتميزة للبنين (اليهود)، في خطة الله، ولم تُرِد أن تحتلها. كل ما أرادته هو بعض الفُتات الساقط من المائدة، لأنه في كل الأحوال «الخلاص هو من اليهود» ( يو 4: 22 ). ولا بد أنها سَرَّت قلب الرب عندما استخدمت نفس كلماته كأساس لالتماسها! لقد قبلت مكانتها، وواصلت مُناشدتها، فاستجاب الرب طِلبتها، وامتدح إيمانها.

وتجدر الإشارة إلى أن المرتين اللتين سجل فيهما الإنجيل أن الرب قد امتدح “إيمانًا عظيمًا” إنما جاءتا استجابة لإيمان شخصين أُمميين، وليسا من اليهود: المرأة الكنعانية، وقائد المئة الروماني ( مت 8: 5 -13). كما تجدر الإشارة أيضًا أن الرب في كِلا الموقفين صنع معجزة الشفاء من “على بُعد”، الأمر الذي يُشير إلى المسافة الموجودة بين اليهود والأُمميين في ذلك الزمان ( أف 2: 11 -22). وأخيرًا، فإن أهل صور وصيدا لم يكونوا معروفين بإيمانهم ( مت 11: 21 ، 22)، ومع ذلك تجرأت هذه المرأة على إعلان الإيمان بأن الرب يسوع يستطيع أن يشفي ابنتها.

الإيمان العظيم هو الإيمان الذي يأخذ كلمة الله بجديَّة، ولا يتنازل عن ذلك إلى أن يُسدِّد الله حاجته. والإيمان العظيم يتمسَّك بأقل تشجيع، ويُحوله إلى وعد يتحقق: «يا رب ... زِد إيماننا!».

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net