الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 سبتمبر 2016 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ألياشيب من الانتصار إلى الانهيار
وَقَامَ أَليَاشِيبُ الكَاهِنُ الْعَظِيمُ وَإخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ وَبَنَوْا بَابَ الضَّأْنِ ( نحميا 3: 1 )
- بداية وانتصار: كان عملاً عظيمًا ذلك الذي قام به ألياشيب الكاهن العظيم وإخوته عندما بدأوا ببناء باب الضأن خلال نهضة نحميا لبناء سور أورشليم. إنه لَمِن الرائع أن نجد أن أول مَن قام بالبناء هو الكاهن العظيم قبل كل إخوته، ومن هنا نتعلَّم مبدأً هامًا ألا وهو: أن مَن يعتَبرون أنفسهم قادة في وسط الجماعة عليهم أن يبدأوا بأنفسهم أولاً في حياة التكريس وخدمة الرب؟ فهم قدوة لكل شعب الرب وعليهم مسؤولية توجيه إخوتهم. لكن الأروع هو البدء بباب الضأن، الذي كانت تدخل منه الخراف لأورشليم استعدادًا للذبح في عيد الفصح. وما أحلاها وأجلَّها خدمة تلك التي تبدأ وتنطلق من عند الصليب!

- نوم وانحدار: على أن ألياشيب الكاهن العظيم هذا والذي بدأ حسنًا لم يُكمِّل حسنًا. ففي الوقت الذي استمر فيه بناء السور وكانت كل عائلة وكل بيت يرمِّم أمام بيته، لم نسمع عن ألياشيب أنه رمَّم أمام بيتهِ، بل نقرأ في نحميا 3: 20، 21 «وبعده رمَّم بعزمِ باروخ بن زباي قسمًا ثانيًا من الزاوية إلى مدخل بيت ألياشيب الكاهن العظيم. وبعده رمَّم مريموث بن أُوريا بن هقوص قسمًا ثانيًا من مدخل بيت ألياشيب إلى نهاية بيت ألياشيب». السور يُكلِّمنا عن الانفصال عن العالم. فيا للرخاوة! ويا للنُعاس! أين ألياشيب القدوة والمِقدام؟ لماذا لم يَقُم ببناء السور أمام بيتهِ وتركه لجارَيهِ اليمين واليسار ليقوما بالعمل مكانه؟! لماذا لم يمارس الانفصال عن العالم ومبادئه؟! إنه النوم الروحي يا صديقي والذي يؤدي إلى الانهيار كما سنرى.

- عارٌ وانهيار: وهذا ما نجده في أصحاح 13 حيث نقرأ «وقبل هذا كان ألياشيب الكاهن المُقَام على بيت إلهنا قرابة طوبيا، قد هيأ له مخدعًا عظيمًا حيث كانوا سابقًا يضعون التقدمات ... وكان واحدٌ من بني يويادَاع بن ألياشيب الكاهن العظيم صهرًا لسنبَلَّط الحوروني».

يا للعار! هل يَصَل بك الانحدار إلى هذه الدرجة يا ألياشيب؟ هل هانَ عليك بيت الرب فهيأت فيه لطوبيا العموني مخدعًا عظيمًا؟ وهل هان عليك شعب الرب فنجَّسته بتزويج حفيدك من بنات سنبَلَّط الحوروني؟! أ لم تعلم أن طوبيا العموني وسنبَلَّط الحوروني وجشم العربي هم ألَّد أعداء الرب وشعبه؟ هذه هي النتيجة الحتمية للنعاس الروحي، فبعدم انفصالنا عن العالم يدخل طوبيا الذي يمثل الجسد ويدنِّس بيت الرب، ويدخل سنبَلَّط الحوروني الذي يُمثل الشيطان ويدنِّس ميراث الرب. ليت الرب يحفظنا كجنة مُغلقة، وعين مُقفلة، وينبوع مختوم.

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net