الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رجوع الملك
«لماذا أنتم ساكتون عن إرجاع الملك؟ ( 2صموئيل 19: 10 )
بعد هزيمة أبشالوم، هرب الذين آزروه، كلٌّ إلى بيته. لم يندفع داود عائدًا إلى أورشليم، ولا سعى إلى الانتقام من قادة التمرُّد، لكنه انتظر حتى سمع أن الناس في جميع أنحاء البلاد يُطالبون بإرجاع داود، قائلين: «لماذا أنتم ساكتون عن إرجاع الملك؟»، فكلَّف الملك ”صادوق وأبيَاثَار الكاهنين“ أن يبعثا برسالة إلى سبط يهوذا – إلى بؤرة الثورة في حبرون – يقول فيها: «لماذا تكونون آخرينَ في إرجاع الملك إلى بيتهِ؟ ... أنتم إخوتي. أنتم عَظمي ولحمي» ( 2صم 19: 11 ، 12). فعوضًا عن الإجراءات الانتقامية، يتعامل معهم بالنعمة ( 2صم 19: 9 -15)، ويمدّ إليهم يد الصداقة، وهو ما زال يدعوهم إخوةً له.

وكم نحن في احتياج هذه الأيام إلى خدمة الكهنة الذين يستميلون قلوب المؤمنين كرجلٍ واحد، فنرسل إلى مَلكنا ومعبودنا وعريسنا المبارك، من قلوب ممتلئة بمحبته، وتتوق إليه، قائلين: «ارجع أنت وجميع عبيدك» ( 2صم 19: 14 )، «آمين. تعالَ أيُّها الرب يسوع» ( رؤ 22: 20 ).

وتصرَّف داود المنتصر مع أولئك الذين لم يتبعوه، بالنعمة أيضًا؛ فشمعي بنُ جيرا البنياميني الذي سَبَّ داود يوم ذُلِّه، أتى أول بيت يوسف، وأتى معترفًا بخطئه، ومُلتمسًا الغفران من الملك. لكن هذه التوبة جاءت متأخرة، وهو يمثل الملايين الذين سيسجدون للمسيح عند رجوعه بالمجد والقوة، ولن يفيدهم هذا السجود شيئًا. لقد سقط شَمْعِي عند رجلي الملك، مُلتمسًا الغفران منه، وقد حصل عليه، لا لأنه يستحقه، بل لأن الملك لم يكن في الحالة التي تسمح بتوقيع الدينونة التي يستحقها شَمْعِي، وأوكَل فيما بعد هذه المهمة لابنه سليمان، جنبًا إلى جنب مع مهمة إكرام الذين أكرَموا الملك أثناء رفضه ( 1مل 2: 7 -9، 36-46).

وأتى صِيبَا الواشي، وللأسف جاء مع شمعي بن جيرا الشرير، مُبرهنًا على نوع الفصيل الذي ينتمي إليه. ثم أتى دور مفيبوشث الذي اتَّهمه صِيبَا ظلمًا أمام داود ( 2صم 16: 3 ). إن تملُّق صِيبَا لداود وكذبه عليه ظهرا، وهكذا هناك يوم فيه سَيُنير الرب خفايا الظلام (كما في كلمات صِيبَا)، ويُظهر آراء القلوب (كما في تصرفات مفيبوشث) «وحينئذٍ يكون المدح لكل واحدٍ من الله» ( 1كو 4: 5 ).

قلوبنا تصبـو إلى

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net