الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مَن يُهيء للغراب صيده؟!
«مَن يُهيءُ للغراب صيدَهُ، إذ تنعَب (تصرخ باكية) فراخُهُ إلى الله، وتتردَّد (تطل برأسها) لعدم القوت؟» ( أيوب 38: 41 )
كل الطيور تقريبًا تُطعم صغارها بنفس الطريقة: تذهب الأُم لتصطاد الطعام، ثم تعود والطعام في فمها، وتقف فوق العش وتنظر إلى أسفل؛ إلى صغارها الذين لم تنفتح أعينهم بعد، وترى صغارها ينظرون إلى أعلى وأفواههم مفتوحة، وتبدأ الأُم بإسقاط بعض الطعام من فمها لتلتقطه هذه الفراخ الصغيرة. هكذا تتغذى كل فراخ الطيور، إلا فراخ الغربان! فأُنثى الغراب لا تفعل مثل باقي الطيور؛ فهي تأتي بالطعام في فمها، وتقف فوق صغارها، ويفتح الصغار أفواههم ناظرين لأعلى، ولكن أُنثى الغراب، بدلاً من أن تُسقط لهم الطعام، تبتلعه هي! ثم تذهب الأُم لتبحث عن صيد آخر! ولعل هذا هو ما أكسب هذه الطيور صفة القسوة.

تبني أُنثى الغراب عشَّها فوق مكان عالٍ في منطقة مهجورة. والآن لدينا بعض الغربان الصغيرة التي تربض في عش فوق مكان مرتفع. هذه الفراخ ليس لها القدرة على الطيران أو الرؤية! وحتى إذا مَرَّت حشرة بجانبها فلن تراها! فكيف إذًا تأكل الغربان؟!

وجد علماء الطيور أن فراخ الغربان هذه بعد رحيل أُمها، ومن شدة الجوع، تنزل من عينيها قطرات من سائل لزج يشبه الدموع: ينزل من عينيها إلى منقارها، فتلتصق به حشرات كالذباب أو البعوض، وفي جريانه من العين ببطء يدفع الحشرة نحو فم الغراب فيأكلها!

دعونا نتخيَّل ما يحدث! الغراب موجود في مكان مرتفع ومهجور قد يزيد حجمه عن 10م×10م×10م. فوق هذا المكان يوجد العش الذي مساحته تقريبًا 10سم×10سم. في العش توجد فراخ الغربان. كل فرخ لا يزيد حجمه عن 3سم×3سم×3سم. رأس فرخ الغراب لا تزيد عن 1سم×1سم×1سم. المساحة ما بين العين والمنقار لا تزيد عن 5مم×5مم. الذبابة لا يزيد حجمها عن 5مم×5مم×5مم. تُرى ما هو احتمال أن تصطدم ذبابة تطير في هذه المساحة من الهواء بفرخ غراب يطل برأسه من العش؟! وليس جسم فرخ الغراب كله بل بالمنطقة بين عينه ومنقاره!! لا يوجد إلا احتمال واحد: أن يكون الله هو مَن ساقها بيده الحانية لتكون وجبة لفرخ غراب يبكي من شدة الجوع. أَوَ لسنا نحن بالحريِّ أفضل من الغربان! ( لو 12: 24 ).

أُرنمُ ابتهاجًا أشدو مِنَ القلبِ
إذ يقوتُ كل طيرٍ وكذا يهتمُ بي

رامز سامي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net