الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 20 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اعملوا من القلب
«وكل ما فعلتم، فاعملوا من القلب ... لأنكم تخدمون الرب المسيح» ( كولوسي 3: 23 ، 24)
لم تنتهِ خدمة الرب لخاصته بتنكيس رأسه المبارك، وبنُطقه بالعبارة الحيَّة الخالدة: «قد أُكمِلَ»، فعن يمين العظمة في الأعالي، يستمر في الخدمة كالكاهـن والشفيع لأجل المؤمنين، يخدم ويحفظ ويسند وَيَرُدُ نفوسنا على الدوام. ما أقل ما نعرفه عن خدمة محبته الجارية الآن في الأعالي! سيعظم تعبُّدنا للرب عندما تنكشف لنا في ذلك اليوم خدمته الكهنوتية المُخفاة وغير المعروفة لنا الآن. عندئذٍ سنعرف سمو هذه الخدمة المستمرة لأجلنا في السماء. كم من أضرار منعها عنا ولم نكن نعلم عنها شيئًا! كم من مكائد وهجمات من عدونا قد أفسدها وحمانا منها! ما أكثر الأشياء التي حفظنا من شرّها بشفاعته! لا بل ما أكثر ردَّه لنفوسنا نحن المساكين الضعفاء على الأرض، وإرجاعنا إلى الشركة المباركة معه! إن كانت خدمته وهو على الأرض لم تعرف الكَلَل، فكم تعظم جدًا خدمته في المجد! وما أعظم ما يحلّ بقلوبنا من تعزية وابتهاج إذ نعلم أنه يعمل كل شيء لخيرنا. نستريح في الثقة بمَن يعلم كل شيء، ويستطيع كل شيء، ومَنْ أفكاره من جهتنا ليست سوى المحبة والسلام.

ألا يخلق كل هذا – أيها القارئ العزيز – شوقًا أعمق في نفسك لاتباعه ولخدمته بتواضع وخضوع وإنكار للذات؟ «عالمين أنكم من الرب ستأخذون جزاءَ الميراث، لأنكم تخدمون الرب المسيح» ( كو 3: 24 ). كم تكون هذه الخدمة مباركة ونحن نسير في طريقنا هنا إذا لم يتحوَّل نظرنا عن شخصه المبارك! إن ما يُسرّ قلب الآب، نعم ويُعطينا راحة كاملة، هو أن نخدمه ونخدم بالمحبة بعضنا بعض، ويحمل بعضنا أثقال بعض، ونعيش بالتواضع، مملوئين من الفكر الذي في المسيح يسوع. يا للأسف مِن تشبُّهنا بأهل العالم أحيانًا في طلبنا ما يهدف إلى العظمة الإنسانية، ونوال شهرة في عالم لا كرامة للمسيح فيه، وطلب استحسان أُناس يُبغضون المسيح وتَسودهم الأغراض النفسانية. ما أردأ هذا الأمر! وكم هو مُضاد لسيدنا ولخدمته أن نشتهي ونطلب أن يكون لنا اسم في العالم الحاضر الشرير!

إن المؤمن الذي تُكَيِّف سلوكه المطامع العالمية لا يعرف للراحة والسلام الحقيقي معنى. ليت الرب يُخلِّصنا من حالة كهذه ويحفظنا في التواضع خادمين معه كمثالنا حتى، عندما يجلس على كرسيه وتُعلَن الأشياء الخفية، ننال المدح منه.

إيمانويل ف. جون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net