الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 22 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أمامه اركعوا!
«أركبَهُ في مركبتهِ الثانية، ونادوا أمامَهُ: اركعوا. وجعله على كل أرض مصر» ( تكوين 41: 41 - 43)
قال فرعون هذه العبارة الرائعة عن يوسف: «هل نجد مثل هذا رَجُلاً فيهِ روحُ الله؟» ( تك 41: 38 ). وسابقًا لاحظ فوطيفار أن يوسف لم يكن رجلاً مثل الآخرين، فعيَّنه وكيلاً على بيته (تك39). ورئِيسُ الشُّرَطِ (السَّجان) ايضًا فعل الشيء نفسه (تك40). وفرعون بدوره أدرك أن لا أحد يُشبه يوسف، لذلك سلَّمه إدارة المملكة.

ولنلاحظ أنه كما في تاريخ يوسف، فإن البركة تستقـر على الذين يُعطونه مكانه الحقيقي. ففي بيت فوطيفار أنجح الرب كل شيء. وحتى في السجن أنجح الرب كل ما صنعه يوسف. وعندما منح فرعون المكان الأول ليوسف، استفادت كل المملكة وكل الأرض. لقد رفض إخوته أن يعطوه المكان الأول، ولم يريدوا أن يعترفوا بالسيادة التي أراد الله أن يُفوِّضها له، فلم يحصدوا من ذلك سوى البلاء والدموع إلى اليوم الذي فيه – بعد تجربة طويلة – أعطوا أخيرًا لأخيهم المكان الذي يحق له، ثم وجدوا بدورهم البركة الحقيقية.

أ ليس هكذا الأمر بالنسبة للرب يسوع؟ إن كنا نُعطيه المكان الأول في قلوبنا وفي حياتنا، فسوف نُبارك بغنىً. ولكن إن رفضنا أن نُعطيه ذلك المكان، ماذا ستكون النتيجة في هذا العالم وفي الآخرة؟ إن إعطاء الرب يسوع المكان الذي يحق له في العائلة، سيُجلب الفرح والسعادة للوالدين كما للأولاد. وعندما يكون له مكانه كالمركز الإلهي لاجتماع أولاد الله، سينتج عن ذلك بركة لهم. ويا للازدهار العام عندما يُستعلَن المسيح كملك الملوك ورب الأرباب! إن اليهود الذين رفضوه، لا بد أن يختبروا الاختبار المُرّ للعواقب المُفجعة الناتجة عن هذا الرفض. وعندما يتوبون ويرجعون إلى مسيَّاهم، سيكونون أول شعوب الأرض ( كو 1: 18 ).

لقد أقام فرعون يوسف على كل بيته ( تك 41: 40 )، والمسيح هو ابنٌ على بيت الله ( عب 3: 6 ). وكان على كل شعب مصر أن يُتوِّج يوسف بحسب أمر فرعون، «فكان على كل أرض مصر»، رمزًا للرب يسوع إذ هو ربٌّ لمجد الله الآب. وأمام يوسف نَادُوا: «اركَعوا»، كما أن باسم يسوع ستجثو كل ركبة ( في 2: 10 ). وقَبِلَ يوسف عروسًا من يد فرعون: ”أسنات بنت فوطي فارع“، لتُشاركه أمجاده. والرب أيضًا قَبِلَ من بين الأُمم عروسًا هي الكنيسة، التي ستشاركه في سيادته على العالم.

جورج أندريه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net