الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 25 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نازفة الدم وتبكيت الروح القدس!
«امرأة بنزفِ دَم ... أنفقَت كلَّ ما عندها ولم تنتفع شيئًا، بل صارت إلى حالٍ أردأ» ( مرقس 5: 25 ، 26)
انظر إلى المرأة نازفة الدم؛ هي لا تشعر فقط بالمرض، ولكنها أيضًا تأكدت من أن مرضها غير قابل للشفاء عند الأطباء، وأن لا مصدر أرضي ولا وسيلة بشرية تستطيع أن تشفيها. لقد حاولت كثيرًا محاولات مُكلِّفة «تألَّمت كثيرًا من أطباء كثيرين»، حتى إنها «أنفَقَت كل ما عندها»، ولكنها في النهاية «لم تنتَفع شيئًا، بل صارت إلى حالٍ أردأ». وهكذا فشلت كل المحاولات، وخابَت كل الآمال. وشعرت أن حالتها بلا أمل؛ عاجزة وغير قابلة للشفاء.

ولكن ما أعظم الصورة المباركة لعمل روح الله في النفس! ورغم أنها عملية مُذِّلة ومؤلمة، ولكن لا بد أن يجتاز القلب المُتكبِّر فيها.

ومعظم الناس حولنا يعرفون أنهم خطاة. اسأل واحدًا منهم فيُجيبك: ”نعم أعرف أنني خاطئ“. ولكن عندما يعمل روح الله في القلب فإنه يُعلِّم الناس أنهم خطاة هالكون، خطاة يستحقون الجحيم، خطاة مُذنبون وعاجزون أمام الله. والكثيرون الذين يقولون إنهم خطاة لا يقصدون أنهم وُلدوا بالخطية، ومملؤون بالخطية، وموتى في الخطية، وأبناء الغضب. وإذ إن الناس لا يعلمون حقيقة حالهم فيحاولون مثل هذه المرأة أن يُجرِّبوا هذا أو ذاك من الوسائل، ولكن عبثًا يأملون أن يجعلوا أنفسهم أفضل. فيذهبون إلى هنا وهناك، ويقلَعون عن بعض العادات السالفة، وقد يتقلَّدوا قدرًا من القداسة الخارجية، أو يجتازوا في بعض الممارسات، أو يَتَّبعوا أساليب للسلوك، آملين بذلك أن يجعلوا أنفسهم مرضيين لله، ويشترون بذلك راحة الضمير. ولكن لنكن متأكدين أنه إذا عمل روح الله في النفوس فسوف يشعرون أنهم لن يكونوا شيئًا أفضل بهذه الوسائل، بل ”سيصيرون إِلَى حَالٍ أردأ“، لأن روح الله سيجعل الأمر جليًا لهم فيكتشفون تعاستهم اليائسة وخداع قلوبهم، وبعد كل هذه المحاولات الجسدية سيستشعرون أن داء الخطية قد أصبح أسوأ من قبل.

آه يا قارئي العزيز، إذا حاولت أن تجعل نفسك أفضل، وإن كنت تسعى أن تُقيِّم برَّك الذاتي، وإن ظننت أنك سترضي الله بنفسك بأي شيء ممَّا لديك، فليت روح الله يقنعك الآن بحماقة كل هذا، وليتك تستشعر بجديَّة حقيقة أنك خاطئ هالك في نظر الله. وتوسلاتي إليك أن تتحوَّل إلى المسيح الذي رفعه الله رئيسًا ومُخلِّصًا، ليُعطيك التوبة وغفران الخطايا ( أع 5: 31 ).

هـ. هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net