الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 4 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المسيح أولى بالمديح
«مُستحقٌ هو الخروف المذبوح أن يأخذ القدرة والغنى والحكمة والقوة والكرامة والمجد والبركة!» ( رؤيا 5: 12 )
استوقفتني لوحة كبيرة الحجم في عيادة طبيب عبارة عن قصيدة من 12 بيت شعري، كاتبها هو أحد المرضى الذين عالجهم هذا الطبيب، وكان موضوعها هو مدح الطبيب، فقد صبّ كاتبها جُلّ تقديره وكل مشاعـره في هذه القصيدة البليغة المؤثرة، فأشار إلى عِلم الطبيب الغزير، وخبراته الكثيرة، كما أسهَبَ في وصف قلبه الرقيق وخصاله الحميدة. ثم أخذ يشرح كيف أن هذا الطبيب داوى جروحه بيديه الماهرتين وأراح قلبه. وختم القصيدة بأرق كلمات الشكـر والامتنان، وأيضًا بالوعد والدعاء! نعم، بالوعد؛ فقد وعد الطبيب أنه لن ينساه أبدًا، بل سيظل في قلبه ما دام حيًا، لأنه عمل معه معروفًا وإحسانًا، ووضع حدًا لعذابه ومُعاناته. ثم في نهاية القصيدة أخذ يدعو الله أن يُكرم الطبيب، ويُزيد من علمه وأفضاله.

قرأت القصيدة عدَّة مرات بتمعُّن شديد، وقلت لنفسي: كل هذا الحب لذلك الطبيب الجراح؟! كل هذا المديح ناله بعد عملية جراحية أجراها لأحد مرضاه؟! وماذا عن القصيدة؟! هل يا ترى كان هذا المريض مُجبَرًا أن يكتب له تلك القصيدة المُمتلئة بمشاعر التقدير والحب والوفاء؟ أم سطرها بقلمه بعد أن فاض قلبه بكلماتها، بكل رضا وطيب خاطـر؟ جالت هذه التساؤلات في خاطري، وحرَّكت مشاعري المختلطة في داخلي. وامتزجَت في داخلي مشاعـر الإعجاب مع مشاعر الخجل. إعجابي بشخص الرب المسيح في رقة قلبه وعظمة إحسانه تُجاهي، وخجَلي من كل مرة سبَّحته بقلبٍ فاتر، وفي كل مرة لم يلتهب فيها قلبي وأنا أمتدح فضله وفضائله.

إن الرب يسوع المسيح لم يُجرِ لي عملية جراحية كي أُشفى من خلالها، لكنه – تبارك اسمه – مات هو على صليب العار، كي أعيش أنا الحياة الفُضلى. وهو – له كل المجد – لم يُداوي جروحي فحسب، بل هو الذي جُرِح وتألم كثيرًا عني، ليشفي قلبي وروحي. سَيِّدي لم يضرب مشرطه في جسدي، بل هو الذي ضُرب بسيف عدل الله نيابةً عني. لم أدفع له أجرًا، بل هو الذي سدَّد ديوني الثقيلة. لم يهَبني صحة تدوم لسنوات، بل وهبني حياة أبدية. أيَّة تضحية ضحَّاها! وأيَّة ميتة مات بها! أي عذاب احتمل! وأي معروف عمل! كم يستحق ”ربي وإلهي“ كل تكريس ومديح القلب!

أيمن يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net