الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 8 يناير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الابن الأزلي
«الله لم يَرَهُ أحدٌ قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبَّر» ( يوحنا 1: 18 )
 ما أمجدك في بنوَّتك الأزلية سَيِّدي، والتي اختلَفت فيها بالكُليَّة عن كل مَن دُعوا أبناء الله. فبنوَّتك سَيِّدي سرمدية في زمانها، إلهية في كيانها؛ أنت الواحد مع الله في اللاهوت. ما أمجدك مساويًا للآب والروح القدس! فأنت الابن الأزلي لست دون الآب، والآب ليس دونك سَيِّدي. والروح القدس في وحدانية مع كليكما، يُعلن لنا عظمة الوحدانية الجامعة للإله الواحد السرمدي المثلث الأقانيم.

 أيها الابن الأزلي ما أعظمك خارجًا من عند الآب بكامل إرادتك! ( يو 16: 28 ). وما أحلاك قابلاً إرسالية الآب لك في الأزل بكل الرضى؛ مؤكدًا لتلاميذك ولنا من بعدهم أن الآب هو مَن أرسلَك ( يو 6: 39 ، 40؛ 1يو4: 14). وهنا نَحَار: هل أتيت بإرادتك أنت، أم هي إرسالية الآب لك؟!! يقينًا كلاهما. إنه التناغم الحقيقي لإرادة الأقانيم الإلهية المتجانسة في تمَيُّز دون استقلال.

 وإذ تجسَّدت سَيِّدي حملت معك ذات الاسم الكريم؛ الابن. وأحاط الآب بسياجه المنيع تجسُّدك الكريم لئلا تمس قدسية بنوَّتك، وحلَّ الروح القدس على المُطوَّبة، فدُعيت ابن الله حتى وأنت رضيع بيت لحم. أمام بنوَّتك الأزلية وبنوَّتك في الزمان سيدي نحن نخشع!

 وما أحلاك ابنًا في الجسد، مُعلنًا للبشر اسم الآب! ذلك الاسم الذي يحمل لنا أعمق المعاني الروحية والعواطف الإلهية والشركة العائلية؛ الآب. وما أحلاه إعلانًا يتمتع به الإيمان ويُشكل الأساس لمسيحيتنا وسماويتنا، ومَن نظير الابن يُعلن الآب؟! وما أجملك أيها الابن مستودَعًـا لكل محبة الآب في الزمان. تلك المحبة التي لا حد لها ولا قياس لعُمقها ولا لكمالها. ولكن أن تُعلن تلك المحبة للتراب المساكين، فهذا إعجاز! وأن تجعل البشر أوان حاملة لها، فهذا فاق حدود الإعجاز «وعرَّفتهم اسمك وسأُعرِّفهم، ليكون فيهم الحُب الذي أحببتَني به، وأكون أنا فيهم!» ( يو 17: 26 ). طوباكِ يا نفسي إذ استقرَّت محبة الآب فيكِ كما استقرَّت عليكِ.

 وما أجودك أيها الابن يوم ربطتنا بأبيك. الأمر الذي فاق بكثير كل المواعيد المُعطاة لإبراهيم. فكل ما أعطي لإبراهيم في النهاية بركات. وأما ارتباطنا بأبيك وأبينا وإلهك وإلهنا، فهو اتحاد في ذات الحياة وهو الإعداد لبيت الآب. حقا إنها الخمر الجديدة والتي أبقيتها لنهاية الدهور أيها الابن المبارك!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net