الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جدعون والحنطة
«جدعون كان يخبط حنطة في المعصرة ليُهرِّبها من المديانيين» ( قضاة 6: 11 )
كان جدعون ـ هذا الرجل المُفعَم بالنشاط ـ يعمل في سِريَّة في بيت أبيه؛ يَخْبِط حِنطَة في المعصرة. ربما يتبادر إلى أذهاننا أن هذا مكان غريب جدًا ليخبط فيه الحنطة، وكان الأجدر به أن يخبطها في البيدر، المكان الطبيعي لذلك. ولكن السبب الواضح لذلك أنه لم يوجد زيتون ليُعصَر للحصول على الزيت أو لاستخدامه في أي أغراض أخرى، لأن المديانيين أتلَفوا كل شيء. لكن كان هناك بعض الحنطة، وكان جدعـون يخبطها سرًا حتى لا يأخذها المديانيون. كان هذا الرجل مشغولاً جدًا بأن يصل بعض الطعام إلى شعب الله. وهو عيِّنة نافعة جدًا في اجتماعاتنا اليوم؛ رجل مَعنيٌّ بأن يمد شعب الله بالطعام المُنعش. إني موقن أن بولس كان من هذا النوع من الرجال؛ رجل ذو فطنة وبصيرة. فعندما احتاج شعب الله للَّبن بسبب حالتهم الروحية قدَّمه لهم، والذين استطاعوا أن يتغذوا على الطعام القوي أطعَمهم إيَّاه. وأمَّا من جهة الحكمة الروحية والتمييز فقد قدَّم لهم ما يُناسبهم. ونحن نذكـر عندما سأل الرب التلاميذ في موقف مُعيَّن إن كان عندهم طعام، أجابوه قائلين: «هنا غلام معَهُ خمسة أرغفة شعير وسمكَتَان» ( يو 6: 9 ). بلا شك أن هذا الذي كان مع الغلام أكثر ممَّا كان عندهم، رغم كونهم التلاميذ ”العظماء“ الذين باركهم الرب كثيرًا، لكن لم يكن لديهم ما يعطوه، أمَّا هذا الغلام الصغير فكان عنده شيء، وعندما أخذ الرب هذا الشيء في يديه، باركه ليكون كافيًا لإطعام جمهور كبير، وبالصواب قال أحدهم: ”إن القليل كثير إذا كان الرب فيه“.

إخوتي الأحباء، هل نحن مشغولون بتقديم شيئًا مُنعشًا، شيئًا مُفيدًا للقديسين من قراءات الكتاب المقدس، وفي اجتماعات خدمة الكلمة أو في أحاديثنا إذا سنحَت لنا الفرصة للحديث مع قديسي الله؟ هل نحن مُهتمون بأن يَصلهم طعامًا حقيقيًا جيدًا؟ إن أفضل طعام بلا شك هو ربنا يسوع المسيح، وإذا استطعنا أن نُقدِّمه لقلوب القديسين لنبني قلوبهم ولنُعلِّي أشواقهم، فنكون عاملين حسنًا. إنه الخبز الذي من السماء؛ خبز الله ( يو 6: 30 - 59). ومطلوب منَّا أيضًا أن «ننمو في النعمة وفي معرفة ربنا ومُخلِّصنا يسوع المسيح» ( 2بط 3: 18 ). إني أؤمن أن هذا يتضمَّن أن نتغذى عليه، وعلى أمجاده وشخصه وعمله وكل ما يتعلَّق به. هذا هو الطعام الحقيقي الذي يبني مشاعر القديسين.

فرانك والس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net