الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 6 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
درع البر
«اثبتُوا ... لابسين دِرعَ البِّر» ( أفسس 6: 14 )
إن الثقة من نحو الله في كل معاملاته معنا، أو في استجابة طِلباتنا من عدَمُه، تشترط عدم ملامَة القلب ( 1يو 3: 21 ، 22). فإن كان الشيطان لا يستطيع أن يُفسد مركزنا عند الله، إلا أنه كثيرًا ما نجح في أن يفقدنا ثقتنا في تعاملات إلهنا. وما أتعس وما أشقى مؤمنًا شاعرًا بالذنب وملامَة القلب، مضطربًا، إذ لا يستطيع أن يُتْكِئ رأسه باطمئنان في حضن أبيه السماوي! وحينئذٍ يمكن لأصغـر سهم يُرسله الشيطان أن يخترق قلبه مُتممًا فعله الشرير.

وإن كنا نحتاج إلى بر الله في المسيح، الذي اكتسبناه مجانًا بالإيمان ( رو 3: 24 )، لضمان مركزنا أمام الله، فهو ردّ كافٍ وشافٍ على كل شكاية الشيطان علينا أمام إلهنا ( رو 8: 33 )؛ إلا أننا عندما نتكلَّم على شكاية الشيطان لقلب المؤمن، فهو يحتاج إلى البِّر العملي، أي الاستقامة ومخافة الرب في كل نواحي الحياة السريَّة والعلَنية، حتى يستطيع أن يثق في الله، ويتقبَّل من يده كل شيء بالشكر والحمد، شاعـرًا بأن الرب عن يمينه، دون أن يَلومه قلبه. ولهذا حرَّض الرسول بطرس المؤمنين المتألمين «فلا يتألَّم أحدكم كقاتل، أو سارق، أو فاعل شر، أو مُتداخل في أُمور غيره» ( 1بط 4: 15 )، وذلك حتى يستطيعوا أن يتحمَّلوا البلوى المحرقة التي بينهم ( 1بط 4: 12 ).

لقد استخدم أيوب درع البر ضد الشيطان في حربه الشرسة معه عندما أعلن لأصدقائه «تمسَّكت ببرِّي لا أرخيه. قلبي لا يُعَيِّر يومًا من أيامي» ( أي 27: 6 )، بحسب ترجمة داربي ”قلبي لا يشتكي عليَّ كل أيام حياتي“، وكان أكثر ما يُتعب أيوب، هي تلك الفكرة: «الله يُغرِّمُك بأقل من إثمك» ( أي 11: 6 ).

ويوسف كان سر نُصرته، أنه كان يستطيع أن يقول أمام نفسه وأمام غيره: «لم أفعل شيئًا حتى وضعوني في السجن» ( تك 40: 15 ). فكان الرب مع يوسف، وكان يوسف يشعر بهذه المعيَّة. وبالتأكيد كان الوضع سيختلف تمامًا إذا كان دخوله السجن هو نتيجة لخطأ شائن مع امرأة شريرة!

ودانيآل استطاع أن يذهب ثابتًا شامخًا إلى جُـب الأسود، إذ استطاع أن يشهد أمام الله والملك: «لأني وُجدتُ بريئًا قدَّامه، وقدامك أيضًا أيها الملك. لم أفعل ذنبًا» ( دا 6: 22 )؛ وبالطبع أيضًا كان الوضع سيختلف كثيرًا إذا كان سبب ذهابه هو تقصيره وعدم أمانته في عمله.

يوسف عاطف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net