الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 نوفمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخلاص يُغير الحياة
«عالمين أيها الإخوة المحبوبون من الله اختياركم» ( 1تسالونيكي 1: 4 )
كيف عرف الرسول بولس أن هؤلاء التسالونيكيين قد اختارهم الله؟ غني عن البيان أن بولس لم يطَّلع على سفـر الحياة في السماء ليعرف منه أن هؤلاء المؤمنين التسالونيكيين من المختارين. كلا، بل إنه إذ لاحظ التغيير الواضح في حياتهم الجديدة، ثم إذ وصلَتهُ أخبارهم المُفرحة من تيموثاوس، فقد عرف عن يقين أن هؤلاء حقًا من المُختارين. وإذا وضعنا 1تسالونيكي 1: 3 في مقابلة مع 1تسالونيكي1: 9، 10 تُصبح الصورة جليَّة أمامنا:

عمل إيمانكم: رجعتم إلى الله من الأوثان.

تعــب محبتكم: لتعبدوا (لتخدموا) الله الحي الحقيقي.

صبر رجائكم: تنتظروا ابنَهُ من السماء.

فمَن يدَّعـي أنه أحد المختارين ولكن ليس هناك ثَمة تغيير في حياته، فهو يخدَع نفسه، فالله يُغيِّر مَن يختارهم. هذا لا يعني بالضرورة أن المختارين قد بلغوا الكمال، بل إنهم يملكون حياة جديدة، لا يمكن إلا أن تظهر.

إن الإيمان والرجاء والمحبة هي فضائل أساسية في الحياة المسيحية، وأعظم برهان على الخلاص. فالإيمان ينبغي أن يقود دائمًا إلى الأعمال ( يع 2: 14 - 26). لقد قيل حقًا: ”نحن لم نَخلُص بواسطة الإيمان والأعمال، ولكن بواسطة إيمان عامل“. فإذا استمر أهل تسالونيكي يعبدون الأوثان، بينما يعترفون بالله الحي الحقيقي، لعَلمنا بكل يقين أنهم ليسوا في عِداد مختاري الله.

والمحبة هي أيضًا برهان الخلاص «لأنكم أنفسكم مُتعلِّمون من الله أن يُحب بعضكم بعضًا» ( 1تس 4: 9 )، لأن «محبة الله قد انسكَبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا» ( رو 5: 5 ). ونحن نخدم المسيح بدافع من محبتنا له: «إن كنتم تُحبُّونني فاحفظوا وصاياي» ( يو 14: 15 ). وهذا هو تعب المحبة الذي يُشير إليه الرسول بولس.

أما البرهان الثالث فهو الرجاء؛ رجاء مجيء الرب يسوع المسيح إلى كنيسته، وهو من أهم المواضيع التي تَعرضها رسالة تسالونيكي الأولى، وقد ذُكر مرة واحدة على الأقل في كل أصحاح من أصحاحاتها الخمسة. وفي انتظار التسالونيكيين لابن الله من السماء، نجد ”صبر الرجاء“.

وارين ويرسبي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net