الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 27 ديسمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الآن .. لا تؤجل!
«هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يومُ خلاص» ( 2كورنثوس 6: 2 )
من عظيم عناد الإنسان، وعدم إيمانه وغروره أن يخلَد إلى تأجيل وقت التوبة وقبول نعمة الخلاص. بينما كلمة بشارة الإنجيل هي ”الآن“. ولهذه اللفظة أهميتها القصوى في رسالة الإنجيل، ومعناها البليغ يجب ألَّا يتغافَل عنه كلُّ مَن يهُمُّه أمر خلاص نفسه. الآن هو يوم الخلاص ذلك لأن هذا العصر عصرُ النعمة، إذ أكمل الفادي عملَهُ الكفاري على الصليب، وأبان نُصرتَه بالقيامة من الأموات، ثم جلس إلى يمين العظمة في الأعالي مُتشفعًا في مَن يطلب القبولَ بواسطته. فمنذ ذلك الحين قد خرج المُنادون بالغفران والحياة الأبدية في كل عصر مُقدِّمين الخلاصَ المجاني لكل مَن يريد.

تنطق لفظةُ ”الآن“ الواردة في رسالة الخلاص بما يفيضُ به قلبُ الله من محبة شديدة نحو الإنسان الخاطئ الأثيم، واستعداده التام لقبوله عند التوبة والإيمان بالفادي. فليس للإنسان استحقاقٌ يمكنه أن يستندَ إليه في إقباله إلى الله، غيرَ أن له ما هو أفضل، وهو وعدُ الله وعهدُه في شخص المسيح. وعليه يتجاسرُ كلُ تائب طالبٌ نعمةَ الخلاص، أن يأتي الآن إلى الله كما هو، ويوقن أنه سيُحرزُ كل ترحيب وقبول عند الآب الحنون بفضل فداء المسيح.

تُحذر لفظةُ ”الآن“ من خطر التأجيل. فاليومُ لنا، والآن يمكن أن ننالَ الخلاص إذ سمعنا نداءَ الإنجيل المُـلِّح. أما في الغد فلا ضمانَ أنه ستعود تسنحُ لنا فرصةُ اليوم لقبول الخلاص. ولا يُقدِّمُ لنا الوحي الإلهي أقل أمل بأن بابَ الرجاء سيبقى دائمًا مفتوحًا لنا. فلا بد من الانتفاع بنعمته الحاضرة، لئلا تؤخذ عنا في المستقبل، إذا رُفضت الآن. ولا يغرُب عن البال أن القلبَ الذي يتأثر اليومَ بصوت الله ودعوة نعمته، إن لم يُسلَّمْ إلى الله الآن، فإنه قد يتقسى غدًا ويعتادُ على إهمال نعمة الله، إلى أن يغدو قاسيًا كحجر الصوان، لا يتأثر فيما بعد من صوت النداء.

والموتُ الذي هو للمؤمن بابُ الحياة الحقة والمجد الدائم، هذا الموت هو غيرُ ذلك لمَن استهان بصوت النعمة وأجَّلَ يومَ التوبة والخلاص، إلى أن يفوته. وهذا الموت ينقضُّ على الإنسان فجأةً، ويجرفهُ دون منَاص إلى تلك الأبدية التي يقضيها الإنسان أمام خالقه وفاديه في المجد السرمدي، أو بالانفصال عنه بتعاسة لا تعرف نهاية. يا ليت كلَ مَن يرغبُ الخلاص يطلبُهُ الآن لينالَ من يد الفادي دون تأخير الخلاص والحياة.

برنامج كل الكتاب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net