الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 15 فبراير 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
علامات الاختيار
«سلِّموا على رُوفُس المختار في الرب، وعلى أُمِّهِ أُمي» ( رومية 16: 13 )
عندما يَصف بولس الرسول ”رُوفُس“ بأنه «المختار في الرب»، فهذا يجعلنا نتساءل: ما الذي جعل بولس يعرف أن ”رُوفُس“ مختار؟ أ لأن ”سمعان القَيرواني“ أبَاه حَمَلَ الصليب خلف يسوع، فهذا جعله من المختارين؟ ( مر 15: 21 ). كلا، بل إن التغيير الذي تم في حياته برهن على أنه فعلاً مختار في الرب.

لا يمكن لواحد أن يَدَّعـي أنه اطلَع على سفر الحياة، وعَلِمَ عن يقين مَن هم المُختارون لدى الله. ومع ذلك فهناك العديد من علامات الاختيار تؤكد أن الشخص مختار من الله.

تُعتبر الطاعة واحدة من أولى الأدلَّة على أن الشخص مختار من الله. فلقد ربط الرسول بطرس بين الاختيار والطاعة عندما قال: «إلى ... المختارين بمُقتضى عِلْم الله الآب السابق، في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح» ( 1بط 1:  1، 2). وهذا معناه أن المُختار يعمل الروح القدس في قلبه ليجعله يُطيع من ذات نوع طاعة المسيح نفسه. وهو ما نراه أيضًا في حياة الرسول بولس الذي قال لِأغْرِيبَاس: «من ثمَّ .. لم أكن مُعاندًا للرؤيا السماوية» ( أع 26:  19).

ثم إن الصلاة والصراخ إلى الرب تُعتبر من أهم أدلَّة الاختيار. لمَّا أراد الرب أن يطمئن حنانيا إلى أن شاول الطرسوسي هو إناء مُختار، قال عنه «هُوذا يُصلِّي» ( أع 9:  11،15). فالمختار يتجه تلقائيًا، لا سيما في ظروفه الصعبة، إلى الله. يقول المسيح: «أ فلا يُنصف الله مُختاريه، الصارخين إليهِ نهارًا وليلاً، وهو مُتمهِّل عليهم؟ أقول لكم: إنه يُنصفهم سريعًا!» ( لو 18:  7). لاحظ أنه لا يقول: إن الله ينصف مختاريه متى صرخوا إليه، بل إنه ينصف «مُختاريه، الصارخين إليه». وليس فقط صارخين إليه بل «الصارخين إليهِ نهارًا وليلاً». وليس ذلك فقط، بل أيضًا «وهوَ مُتمهِّل عليهم». فحتى لو تأنى الله وتمهَّل على المختارين، فإنهم لن يتحوَّلوا عن الله إلى غيره، بل سيظلون ناظرين إليه مُنتظرين إياه.

كما أن حياة الثمر تعتبر علامة أكيدة للاختيار، وهو ما ذكره الرسول بولس عن المؤمنين في تسالونيكي، إذ قال لهم: «مُتذكِّرين بلا انقطاع عمل إيمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم» وبعدها قال مباشرةً «عالمين ... اختياركم» ( 1تس 1:  3، 4).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net