الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 2 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بطرس وإنكاره
«فابتدأ حينئذٍ يلعن ويحلف: إني لا أعرف الرَجُل! وللوقت صاحَ الدِّيك» ( متى 26: 74 )
كان بطرس يُحب المسيح حُبًا حقيقيًا، ولكنه خاف من الصليب، وخشى أن يُجاهـر بمعرفة المسيح أمام صفـوف الأعداء، وقد أظهر الثقة الذاتية بينما كان يجب عليه أن يخفي ذاته، واستغرَق في النوم حين كان يجب أن يكون جاثيًا على ركبتيه، ولذلك استَّل سيفه حين كان يجب أن يكون في حالة الهدوء والسكون. ثم إنه تبعَ المسيح من بعيد، وبعد ذلك جلس يصطـلي في دار رئيس الكهنة، وأخيرًا ابتدأ يلعن ويحلف إنه لا يعرف سَيِّده المحبوب. كل هذه الحوادث مؤلمة ومُخيفة، ولكن هذا ما حدث حتى يتبيَّن لنا أن الإنسان لا يبقَى على حالة واحدة، وليس هو في أحسن حالاته إلا ورقة خريفية ذابلة، واعترافاته الطنَّانة تنتهي عند اتباعه المسيح من بعيد، وعند إنكاره اسمه المبارك.

لا شك أن بطرس كان يرفض بكل احتقار فكرة بيع سَيِّده، ولكنه خاف أن يعترف به أمام جارية. فمع أنه لم يكن مُحتمَلاً أن يُسلِّمه ليد أعدائه، إلا أنه قد أنكَرَهُ أمامهم، ومع أنه لم يكن مُحبًا للمال، فقد قصَّر في أن يُظهر أن قلبه للمسيح.

أيها القارئ المسيحي: اذكر سقوط بطرس واحذر من الثقة الذاتية، وربِّ في نفسك روح الصلاة. التصق بالرب يسوع وابتعد عن غرور العالم، واحترس من الكسل والنوم الروحي. كن صاحيًا ساهرًا مشغولاً بالمسيح؛ إن هذا هو مركز الأمان الوحيد. ولا تكتفِ بمجرَّد الامتناع عن الخطايا الظاهـرة، ولا بنقاوة السيرة الخارجية فقط، بل لتكن غيرتك مُتقدة وعواطفك مُضطرمة نحو المسيح، لأن مَن يتبع المسيح من بعيد قد يُنكره بعد قليل. لنتأمل في ذلك ولننتفع من حادثة بطرس الذي فيما بعد قدَّم لنا هذه النصيحة «اصحوا واسهروا. لأن إبليس خصمَكُم كأسدٍ زائر، يجُولُ مُلتمسًا مَن يبتلعُهُ هو. فقاوموهُ، راسخين في الإيمان» ( 1بط 5: 8 ، 9). هذه الكلمات ثمينة جدًا لأن الروح القدس يستخدم في كتابتها شخصًا قد عانى آلامًا كثيرة بسبب عدم السهر.

ويا لها من نعمة غنية قد استطاعت أن تقول لبطرس قبل سقوطه: «ولكنِّي طلبتُ من أجلك لكي لا يفنى إيمانُكَ». ولنلاحظ أنه لا يقول: ”طلبت من أجلك لكي لا تسقط“، ولكن «لكي لا يفنى إيمانك» متى سقطت. ما أثمن وما أعظم تلك النعمة التي كانت السَنَد الوحيد لبطرس، بل التي أصبح بطرس مَدينًا لها من البداية إلى النهاية!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net