الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 23 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
درس من سارة
«وافتقَدَ الربُّ سارة كما قال، وفعلَ الرب لسارة كما تكلَّم ... في الوقت الذي تكلَّم عنه» ( تكوين 21: 1 ، 2)
حانَت الساعة المُعيَّنة لكي يُتمِّم الله مواعيده لإبراهيم وسارة بحسب المقاصد الإلهية الصالحـة. وما أكثر الحقائق المُهمة والدروس النافعة التي نستخلصها:

الله لا يتعجَّل في تنفيذ خططه. الإنسان قد يتبرَّم ويغضب، ويجري ويلهَث، لكن الرب له كل الأبدية تحت يديه، ويعمل بهدوء وحرية. ويجدر بنا أن ننتبه جيدًا إلى كلام الكتاب: «مَن آمن لا يهرُب (لا يستعجل)» ( إش 28: 16 ).

نُلاحظ أيضًا قدرة الله: لا شيء يمكن أن يُعوّق أو يُبطل إتمام قصده. قد يكون إبراهيم شيخًا، وسارة عاقرًا، لكن كل هذا لا يُشكِّل صعوبة أمام الله الكُلِّي القدرة.

أمانة الله: قال الرب لإبراهيم: «يكون لسارة ابنٌ» ( تك 18: 10 ). وما قاله الله، هذا قد تمَّمَهُ. قد يبدو الوعد للفكر البشري مستحيلاً، أو غير معقول، لكن كلمة الله أكيدة، ووعده أمين.

لننظر كيف يتعرَّض الإيمان للاختبار والامتحان، وكل ذلك لإظهار حقيقته ونقاوته، لأن الإيمان غير القادر أن يتحمَّل التجربة ليس إيمانًا البتة. لقد كان الوعد الذي أُعطيَ لإبراهيم من الصعب جدًا تحقيقه، لكن إبراهيم «إذ لم يكن ضعيفًا في الإيمان لم يَعتبر جسَدَهُ، وهو قد صارَ مُمَاتًا ـ إذ كان ابن نحو مئة سنة – ولا مُماتية مستودع سارة. ولا بعدم إيمان ارتابَ في وعد الله، بل تقوَّى بالإيمان مُعطيًا مجدًا لله» ( رو 4: 19 ، 20).

أخيرًا نرى أن لله وقته المُحدد لإتمام إرادته وإقامة كلمته. لا شيء متروك للصُدفة، ولا شيء مرهون بالمخلوق، بل كل شيء مُحدَّد من الله قبلاً «وافتقد الرب سارة كما قال، وفعلَ الرب لسارة كما تكلَّم. فحبلَت سارة وولدَت لإبراهيم ابنًا في شيخوخته، في الوقت الذي تكلَّم الله عنه» ( تك 21: 1 ، 2). ونلاحظ أن هذا قد سبق الله وأكَّدَهُ لإبراهيم «ولكن عهدي أُقيمه مع إسحاق الذي تَلدُهُ لكَ سارة في هذا الوقت في السنة الآتية» ( تك 17: 21 ). ثم عاد الرب وكرَّر كلامه: «في الميعاد أرجع إليكَ نحو زمان الحياة ويكون لسارة ابنٌ» ( تك 18: 14 ). ولذلك نقرأ في موضع آخر، وفيما له صِلة بالوقت المُحدَّد مِن قِبَل الله «لأن الرؤيا بعد إلى الميعاد، وفي النهاية تتكلَّم ولا تكذبُ. إن توانَت فانتظرها لأنها ستأتي إتيانًا ولا تتأخر».

يا إلهي إني واثقْ بل مُتكلٌ عليكْ
كل وعدٍ لكَ صادقْ ها أنا بين يديكْ

آرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net