الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 26 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صورة الله غير المنظور
«الذي هو صورةُ الله غير المنظور» ( كولوسي 1: 15 )
 إلهنا الواحد العظيم، المُثلث الأقانيم، مبارك، أنت يا الله في وحدانيتك ”الجامعة المانعة“، لأقانيم اللاهوت الثلاثة: الآب والابن والروح القدس. ما أجمل تَميُّز الأقانيم دون انفصال! وما أقوى وحدانيتها معًا دون امتزاج!

 ما أمجدك يا إلهنا غير المنظور ( 1تي 1: 17 ) في مجدك الإلهي، ومُطلق لاهوتك، وطبيعتك النارية الآكلة والتي لا يمكن رؤيتها أو الاقتراب منها وإلا لحُرقت خلائقك! وما أجوَدك وابن محبتك صورة لك من الأزل للأبد!

 وما أروعك يا ابن الله وأنت الأقنوم المختص باستعلان الله غير المنظور! أنت صورة الله، المُستعلَن لله أمام خلائقه، والمشبِع لرغبته في التواصل مع خليقته، مُستحضرًا إيَّاه لعيون الخلائق المنظورة وغير المنظورة. ما أجملك مُختصًا بهذه الوظيفة والمجد والَّلقب: صورة الله! أنت صورة الله فعلاً منذ الأزل وإلى الأبد ( كو 1: 15 ).

 ما أجملك يا صورة الله في صورتك الإلهية، أمام العائلة الملائكية، فنراك بهم مُجتمعًا في جبل الاجتماع ( إش 14: 13 )، ولسجودهم ( إش 6: 3 ) وسُبحهم ( أي 37: 7 ) مُستقبِلاً، وهم بك مُحيطون.

 وفي صورتك الملائكية يا صورة الله؛ كملاك الرب، نراك قديمًا مُعلنًا قلب الله لموسى، ورغبته لإنقاذ شعبه «رأيت مذلَّة شعبي وسمعت صراخهم وعلمت أوجاعهم ونزلت لأُنقذهم» ( خر 3: 7 ). ونتابعك سيدي في ذات الصورة الملائكية، كملاك الرب، متأملاً إنسانًا مسكينًا كجدعون ( قض 6: 11 ) وهو يخبط حنطة، مُعلنًا لَّذة الله بالبشر، ورغبته لتشجيع الضعفاء نظير جدعون، وتقوية إيمانهم، والعمل معهم وبهم، لخلاص شعبك يا صورة الله.

 وأما في صورتك الإنسانية، يوم لبست بشريتنا، والكلمة صار جسدًا، شرَّفت البشرية كلها بهذا الامتياز. ورأينا فيك بهاء مجد الله ورسم جوهـره. فالله الذي لا يُرى في مجده، سمحَت النعمة لعيون ساقطين أمثالنا، أن تقع على بهاء ولمعان وإشراق وتوهُّج المجد الإلهي، لله المثلث الأقانيم. وإن كان جوهـر الله لا يُرى، ولكن شكرًا لك يا سيدي، يا صورة الله، لأن فيك رأينا رسم الجوهـر؛ الجوهـر مُحدَّدًا، صورة طبق الأصل من جوهـر الله، يا مَن كل ملء اللاهوت حلَّ فيك جسديًا، حتى إن مَن رآك فقد رأى الآب.

ما أحلاك يا صورة الله في صورتك الإلهية والملائكية والإنسانية مُعبرًا تعبيرًا كاملاً عن الذات الإلهية!

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net