الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 8 مارس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الاختباء من وجه الرب
«وسمعا صوتَ الرَّب الإله ماشيًا في الجنة ... فاختبأَ آدم وامرأته من وجه الرب الإله» ( تكوين 3: 8 )
كان أول شيء حاولته الحيَّة ونجحت فيه هو أن تضع شيئًا بين الخالق وخليقته. وقد نجحت في أن تضع نفسها بين الله والإنسان. كان هذا بكل خبث قاتل، لأن الشيء الوحيد الذي يجعلنا سعداء حقًا هو ألاَّ يكون بيننا وبين الله شيء مهما كان لأن الله مُحب لنا. وإدخال الشك في قلب الإنسان من جهة هذه المحبة كان هو طريق إبليس. ولمَّا نجح في ذلك حرَّك في الإنسان الإرادة لأن يشتهي شهوة، وأن يستسهل العصيان على الله. وليس من صفات الشيطان أبدًا أن يقود الإنسان إلى التفكير في صلاح الله، أو في إطاعة وصاياه.

وامرأة آدم كانت تعرف جيدًا أنه لا ينبغي لها أن تأكل من شجرة أوصى الله ألاَّ تأكل من ثمرها. وكانت تعرف أن الضرر – كل الضرر – إذا هي خالفَت وأكلت. لكنها للأسف أكلت وأعطت رَجُلَها أيضًا فأكل. وكان خداع الحيَّة من وراء هذا الحدَث الكبير.

إذن فالخطية هي الإرادة الشخصية النابعة من عدم الإيمان والتشكُّك في محبة الله. بهذا أحدَث الشيطان شرخًا في العلاقة بين الله والإنسان، إذ صدَّق الإنسان أن الله يحجز عنه خيرًا هو لبركة نفسه وسعادته. وهكذا وقعت الكارثة.

لقد أخفى الشيطان – بالخبث والخداع – عن الإنسان أنه بالمعصية سوف ينفصل عن الله، وسوف يكون له ضمير شرير، يستشعر الشر مُميِّزًا إياه عن الخير. لقد تحصَّلا على معرفة كشفت لهما عريهما الذي حاول كل منهما ستره عن عيني نفسه وعن عيني رفيقه. هكذا الإنسان يرى القريب أهم وأعظم من البعيد. الشجرة والثمرة المُحرَّمة لأنها قريبة أغرَت حواء بالأخذ منها، أما دينونة الله لأنها بعيدة، فلم تُفكِّر فيها حواء، ولم يفطن لها آدم.

وروح الكذب إلى الآن يقول للناس: «لن تموتا!»، ويُوحي لهم بأن تهديدات الله هي خيال في خيال. وبهذا يعمل الناس ما يدفعهم إليه الشيطان وشهوات نفوسهم. وبعد أن كان القرب من الله – قبل دخول الخطية – مُتعة لقلب الإنسان، أصبح بَعد الخطية مبعَث رعب وخوف لا يُحتَمل. واختبأ آدم وحواء وراء الأشجار. لقد نجحا ظاهريًا في ستر عورتيهما عن أعينهما، لكنهما ارتعدا من صوت الرب الإله. وتعيس هو الإنسان الذي يسعى لأن يخفي نفسه عن الله.

داربـي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net