الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 25 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الزوان يُحرَق، والأبرار يُضيئون!
«اجمعوا أولاً الزوان واحزموه حُزمًا ليُحرَق، وأمَّا الحنطة فاجمعوها إلى مخزني» ( متى 13: 30 )
في الآية السابقة نقرأ عن صورة لعملية التمييز بين الجيد والرديء في نهاية الدهر؛ ويَرد هذا الفكر سبع مرات في انجيل متى: هنا المرة الأولى، ثم نقرأ عن التمييز بين السمك الجيد والسمك الرديء (ع48)، ثم في مَثَل عُرس ابن الملك، بين اللابس لباس العُرس ومَن لا يلبسه ( مت 22: 11 )، ثم في مَثَل العبد الأمين الحكيم والعبد الرديء ( مت 24: 45 ، 48)، ثم مَثَل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات ( مت 25: 2 )، ثم مَثَل العبد الصالح والعبد الشرير الكسلان ( مت 25: 20 - 30)، وأخيرًا فصل الخراف عن الجداء في دينونة الأحياء ( مت 25: 32 ).

بعد وقتٍ طويل من الأناة، سيُرسل ابن الإنسان ملائكته ليُنقوا من ملكوته ”جميع المعاثر“، أي مَن كانوا سبب عثرة لغيرهم، ”وفاعلي الإثم“ أي مَن ساروا بحسب إرادتهم، ولم يعترفوا بسُلطة الملك. وسيتم جمع هؤلاء وأولئك، وإلقاؤهم جميعًا في أتون النار. ويا لها من نهاية مرعبة! وهناك سيتم قول الوحي: «يُعذَّبون نهارًا وليلاً، ولا تكون لهم راحة ليلاً ونهارًا» ( رؤ 14: 11 رؤ 20: 2 ). وإذ يتم طرحهم في بحيرة النار نحصل على ملكوت نظيف، فليس في هذا الملكوت لا أشرار ولا شيطان، حيث سيكون مُقيَّدًا في الهاوية طوال مُلك المسيح الألفي (رؤ20: 2).

وكما سيتمجَّد المسيح في جمع الأتقياء إلى مُلكه السعيد، فإنه أيضًا سيتمجَّد في الزوان الذي سيُحرَق. وفي هذا يقول الرسول بولس عن الله: «لكي يُظهر غضبه ويُبيِّن قوته، احتمل بأناة كثيرة آنية غضب مُهيأة للهلاك» ( رو 9: 22 ). في بعض البلاد المُتقدمة، يجمعون قمامة المدن، ويولِّدون منها طاقة لإنارة الشوارع والميادين، هكذا أيضًا سيستخدم الله الأشرار، لإعلان غضبه وقوته، وذلك إلى أبد الآبدين!

وهكذا سيصل الأشرار إلى نهايتهم الرهيبة، والتي يقول المسيح عنها: «هناك يكون البكاء وصرير الأسنان». كما سوف يُرى الأبرار، ليس على الأرض في الملكوت المُؤسَس بالمجد، والذي أسماه المسيح هنا ”ملكوته“ (ع41)، أي ملكوت ابن الإنسان؛ بل في ”ملكوت أبيهم“ (ع43). وهذا هو الجانب السماوي من الملكوت، وفيه سيُضيء الأبرار كالشمس، وهو عين ما يُشير إليه النبي دانيآل، عندما يقول: «والفاهمون يُضيئون كضياء الجَلَدْ، والذين ردُّوا كثيرين إلى البر كالكواكب إلى أبد الدهور» ( دا 12: 3 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net