الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 27 إبريل 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراهيم وأيوب .. وترس الإيمان
«حاملين فوق الكل ترس الإيمان، الذي به تقدرون أن تطفئوا جميع سهام الشرير الملتهبة» ( أفسس 6: 16 )
لقد قدَّم إبراهيم وحيده إسحاق على المذبح، وهو مُجرَّب ( عب 11: 17 ). ولا شك أن الشيطان كان يُشدِّد الهجوم عليه بأفكار سوداء عن الله، ويُوجِّه سهامه المُلتهبة إلى قلبه. كيف بعد السير الطويل مع الله، وبعد ما أظهره إبراهيم من طاعة ومحبة وتقوى وإيمان، وغربة وانفصال عن العالم، وشهادة عَطِرة، كيف بعد كل هذا يطلب منه هذا الطلب؟! ولماذا؟! ما الذي فعله إسحاق حتى يُذبَح ويُحرَق بتمامه على المذبح؟! إنه لم يُسمَع في كل التاريخ أن الله طلب مثل هذا الأمر من أي إنسان. ولماذا أعطاه إسحاق أصلاً وقال له: «بإسحاق يُدعى لك نسل»؟ كانت هذه الخواطر وأكثر منها تعتمل في نفس إبراهيم، خليل الله، وكانت كافية لسحق روح أي إنسان، وليس إبراهيم فقط، إذا كان يسلك بالعيان. لكن إبراهيم البطل ذهب في طريقه إلى جبل المُريَّا، وكان يسير بالإيمان وليس بالعيان. لقد كان حاملاً ”تُرس الإيمان“، وبه فقط استطاع أن يُطفئ كل سهام الشرير المُلتهبة. لذلك قال للغلامين بكل هدوء: «اجلسا أنتما ههنا مع الحمار، وأما أنا والغلام فنذهب إلى هناك ونسجد، ثم نرجع إليكما» ( تك 22: 5 ).

ولقد وجَّه الشيطان سهامه المُلتهبة إلى أيوب في تجاربه المُحرقة التي عَصفت بكل ما له في يوم واحد. ووسط الكوارث المُتلاحقة شدَّد العدو هجومه عليه بأفكار مُزعجة: أ هذه مكافأة التقي؟! فماذا فعل هذا الرَجُل؟ وكيف صمدَ أمام هذه السهام المُلتهبة؟ الشيء الأكيد أن أيوب قَبْلَ التجربة كان مُمسكًا بتُرس الإيمان، واثقًا في صلاح الله وحكمته، فاهمًا معاملاته، وأنه لا يخطئ على الإطلاق، وأنه لو أحزن يرحـم حسب كثرة مراحمه. كان فاهمًا أن الله صاحـب كل شيء، ومن حقه – تبارك اسمه – أن يأخذ ودائعه في أي وقت. لهذا سجد وقال مَقولته الشهيرة: «الرب أعطى والرب أخذ، فليكن اسم الرب مُباركًا» ( أيوب 1: 21 ). وعندما ضُرب بقرح رديء من باطن قدمه حتى هامته، خضع أيوب، وفي عُمق أحزانه الشخصية لم يتذمَّر أو يُجدِّف، ولم يحمل مرارة نحو الله، لكن أيوب أطفأ سهام إبليس المُلتهبة باستخدام ”تُرس الإِيمان“ عندما قال: «أ الخير نقبَل من عند الله، والشر لا نقبَل؟» ( أي 2: 10 ). إنه الإيمان الواثق في صلاح الله، وليس العقل أو المنطق البشري، هو الذي يحفظنا في مواجهة هذا الهجوم الشيطاني.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net