الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 19 مايو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يمكنك أن تكون سعيدًا
«اِفرحوا في الرب كلَّ حين ... لا تهتموا بشيء، بل في كل شيء بالصلاة والدُّعاء مع الشكر» ( فيلبي 4: 4 - 6)
لماذا لا يفرح في الرب سوى القليلين؟ لماذا القليلون هم الذين يُعزيهم ويُفرِّحهم علمهم بأن كل شيء يهمهم إنما هو في يدي الرب وتحت سلطانه؟ السبب هو أن الناس لا يريدون أن يعمل الرب ما يحسن في عينيه هو. هم يعلمون أنه يستطيع تنفيذ ما يريده، ولكنهم في الواقع يريدونه أن ينفذ، لا مشيئته هو، بل إرادتهم هم، وهنا يَكمُن التعب كله.

ولكن لماذا لا تتركه يتصرَّف كما يريد؟ إن حكمته غير محدودة، ومحبته لا حد لها. أنت لا تعلَم ماذا سيجري غدًا، ولكن مستقبل حياتك مكشوف أمامه كسِفـر مفتوح. لا يوجد سر في المستقبل إلا ويعلَمه، لهذا فمَن مثله يستطيع أن يتولَّى أمورك وينفذها بكيفية صالحة لا خطأ فيها على الإطلاق؟ مَن يستطيع مثله أن يرتب طرقك بمهارة لا تُخطئ؟ أنت في الواقع تهدف إلى اليأس والخسارة إن وضعت تصميم حياتك بدونه. تأمل في محبته وتفكَّر في عظمته، وهل توجد بركة أعظم من هذه، أن يكون الرب نفسه هو الذي يُدير أعمالك؟

كثيرون من المؤمنين محرومون من الفرح الحقيقي لأنهم لم يُسلِّموا أمورهم للرب تسليمًا كُليًا، فعوضًا عن أن يملأ السلام والفرح قلوبهم تملؤها المشغوليات والمخاوف المختلفة؛ ينظرون إلى ما حولهم، حاضرًا ومستقبلاً، وإذا كل شيء يبعَث على القلق؛ ولتحوُّل نظرهم عن السيد الذي أحبهم ومات لأجلهم، يحرمون أنفسهم من الطمأنينة والفرح. ولِمَ هذا؟! لأنهم يريدون تنفيذ مشيئتهم الخاصة. لا شك أنهم يُصلُّون، ولكنهم يُصلُّون من أجل تنفيذ أشياء يريدونها هم، لا أشياء يريدها الرب. تتنازع داخلهم رغبات وأغراض مختلفة، ولا يريدون أن يأتوا إلى الرب ويطلبوا منه أن يُخليهم من كل رغبة لا يريدها هو، ويملؤهم من كل ما يؤول إلى مجد اسمه في حياتهم.

وطالما كانت هذه حالة أي مؤمن فلا يتوقع مثل هذا أن يفرح في الرب ولو فرحًا قليلاً، حتى لو علم أنه مُخلَّص وأنه ابن لله. أَ ليس مُحزنًا أن مَن يُصبح وارثًا للمجد الأبدي وابنًا لله الأزلي تَكثر شكواه وقلقه ومخاوفه، ويكون في حالة يُرثى لها، بينما كان يجب أن يمتلئ بالفرح في الرب لو أنه سلَّم قلبه وحياته لشخصه المجيد، وارتفع بأفكاره فوق الضباب والغيوم التي تُخيم على هذا العالم؟

أ. س. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net