الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 مايو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الذين يعرفون إلههم (2)
«ليكن اسم الله مباركًا من الأزل وإلى الأبد، لأن له الحكمة والجبروت» ( دانيال 2: 20 )
نستكمل حديثنا الذي بدأناه الخميس الماضي عن دانيآل ورفقائه وكيف تعاملوا مع الله، لا من خلال مجرَّد نظريات تعلَّموها، بل من مُنطلق اختبار عملي، فبالإضافة لِما تقدَّم هم رأوه كمَن هو:

6- وحده من تقبل منه العطايا: قال دانيآل لبيلشصر: «لتكن عطاياكَ لنفسك وهَبْ هِبَاتك لغيري .. (ولماذا لا تقبل منه يا دانيآل؟ لأن:) الله العَلِيُّ (هو الذي) أعطى..». فعطاياه تبقى بينما تزول عطايا البشر، وهو يعطي ولا يُعَيِّر بينما يذل البشر.

7- الذي بيده نسمة الحياة: ما أبأس مَن ينسى أن «الله ... بيَدِهِ نَسَمَتُكَ و(أن) له كل طرقك (ونتيجة هذا النسيان) فلم تُـمَجـده» فتصبح الحياة كالعدَم، وتنتهي الحياة كقصة بلا معنى. ومن الناحية الأخرى، بما أن «اللهُ (هو) الذي بيَدِهِ نَسَمَتُكَ»، فممَّن تخشى؟ هكذا كان فكر هؤلاء الأبطال، فكان ذلك حقيقة عاشوا بها أولاً، ثم واجهوا بها الآخرين

8- موضوع التسبيح والعبادة: عندما «لدانيآل كُشِفَ السِّرُّ فِي رؤيا الليل»، لم يُسارع ليُعلن السر أو لينقذ نفسه والآخرين، مع أهمية هذا وذاك بالنسبة له، بل نسمع القول البديع: «فبارك دانيآل إله السماوات». ويكفي ذكر القليل من كلمات هذه التسبحة: «ليكن اسم الله مُباركًا من الأزل وإلى الأبد، لأن له الحكمة والجبروت ... إيَّاكَ يا إله آبائي أحمَدُ، وأُسبِّحُ الذي أعطاني الحكمة والقوة وأعلَمَني الآن ما طلبناهُ منكَ». يا له من تقدير!

9- يستحق الموت لأجله: عندما، في قوة وجرأة أعلن الرجال الثلاثة ثقتهم في إلههم الذي يقدر أن يُنجيهم، أتبعوا ذلك بقول بليغ: «وإلاَّ (حتى لو لم يُـنَجِنا) فليكن معلومًا لكَ أيها الملك، أننا لا نعبد آلهتك». لقد كانوا على استعداد أن يموتوا ولا يسجدوا لإله آخر. فإله مثل هذا يستحق أن نحيا له، وأن نموت لأجله، ولا ننكره أو نخذله.

10- إله شخصي: قال الأشرار عن دانيآل: «... من جهة شريعة إلهه»، وقالها الملك عنه مرتين: «إلهَك الذي تعبُدهُ دائمًا هو يُنجِّيك». وقالها دانيآل عن نفسه: «إلهي أرسلَ ملاكَهُ وسدَّ أفواه الأُسود فلم تضُرَّني». وشهد عنه الوحي: «صلَّى وحمَدَ قدَّام إلهه .. آمن بإلهه». يا للفخر: «إلهي»! إنه «الإله الذي أنا له والذي أعبدُهُ» ( أع 27: 23 )، وليكن هذا مُعلنًا في الحياة أمام الكل.

ما أبدَع أن نعرف الله اختباريًا، وأن نتعامل معه باعتبار مَن هو في ذاته.

عصام خليل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net