الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 يونيو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جروح الأحباء وضرب الراعي
«ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جُرحت بها في بيت أحبائي» ( زكريا 13: 6 )
لقد أتى المسيح إلى أرضنا وعاش كالعبد ليخدم الإنسان «لم يأتِ ليُخْدَم بل ليخدِم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» ( مت 20: 28 )، «الذي جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتسلِّط عليهم إبليس» ( أع 10: 38 ).

ولكن بماذا قُوبل من الإنسان؟ اليد التي كانت مليئة بالخير، التي تلمس الأعمى فتُعطيه البصر، والأبرص فتُطهِّرَهُ، وتلمس النعش فيقوم الميت، ما هي المُكافأة التي حصلت عليها تلك اليد الكريمة من الإنسان؟ يقول الوحـي: «ما هذه الجروح في يديك؟ فيقول: هي التي جُرحت بها في بيت أحبائي». يقول هذا بقلب متألم.

لكنه يتكلَّم بعد ذلك عن آلام أكثر قسوة من الآلام التي قاساها من أحبائه. لقد قاسى المسيح آلام من البشر، وآلام من العدل الإلهي. تألم من الإنسان في حياته كشاهد للبر وعندما عُلِّق فوق الصليب. وتألم من العدل الإلهي في ثلاث ساعات الظلمة الرهيبة. كما تألم أيضًا من قوات الظلمة، كما قال: «هذه ساعتكم وسلطان الظلمة» ( لو 22: 53 ). وهناك في بستان جثسيماني هاجمته قوات الظلمة بشدة، فصارت نفسه حزينة جدًا حتى الموت، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. ولكن أقسى الآلام هي التي احتملها من يد العدل الإلهي. تلك الآلام التي لا يمكن أن نسبر أغوارها. لقد تركت أناة الله السيف المُتقلِّب نائمًا أربعة آلاف سنة، ولكن جاء الوقت الذي فيه يستيقظ، ولكن ليضرب مَن؟ كنا نحن الذين نستحق الضربة لأننا «كلنا كغنم ضللنا. ملنا كل واحد إلى طريقه» ( إش 53: 6 ). ولكن عوضًا أن يَضرب السيف الخراف، قال له الله: «اضرب الراعي» وأي راعٍ هو؟ يقول: «راعيَّ»، الراعي الإلهي. كان في التدبير القديم رُعاة، ولكن لم يكن واحد منهم يَصلُح لأن يحتمل الضربة، ولا لأن يُطلَق عليه لقب «راعيَّ».

«اضرب الراعي». عبارة نسمعها وننطقها بكل سهولة، ولكن مَن ذا الذي يستطيع أن يدرك عُمق الضربة التي ضُرب بها الراعي من يد العدل الإلهي؟ لا يعرف ذلك إلا الله الضارب، والمسيح الذي ضُرب.

ضُربت عنِّيَ هناكْ سُحقتَ سحقًا بالصليبْ
وفوقه سالت دماك للأجل ذنبي المعيب

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net