الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عند قدميهِ
«خرَّ عند رُكبتي يسوع قائلاً: اخرُج من سفينتي يا رب.. فقالَ يسوعُ لسمعان: لا تخف!» ( لوقا 5: 8 - 10)
عندما ظهر الرب يسوع باستعلان مجيد لشاول الطرسوسي، على الفور سقط شاول على الأرض. وقد قال: «نحو نصف النهار، بغتةً أبرَقَ حولي من السماء نورٌ عظيمٌ. فسقطتُ على الأرض» ( أع 22: 6 ، 7). ومع أنه أُصيبَ بالعمى من النور المجيد، إلا أنه اتضع عند قدمي الرب يسوع، وبعد أن كان قبلاً يُجدِّف عليه، ويضطهد أعضاء جسده، ها هو يصرخ إليه قائلاً: «ماذا أفعل يا رب؟». لقد وَجدَ أول الخطاة قدمي يسوع موضع الغنى والبركة الوفيرة. وقال له الرب: «قُم واذهب إلى دمشق، وهناك يُقَال لكَ عن جميع ما ترتَّبَ لكَ أن تفعل» ( أع 22: 10 ). وها روح الله يُري الخطاة أن قدمي الرب يسوع هما موضع البركة.

وبطرس شاهد آخر لمثل ذلك الأمر. فبينما كان يتصيَّد مع رفقائه، وكان لعدَّة ساعات يُلقي شبكته بدون جدوى، فأخيرًا دخل الرب يسوع في السفينة، وبعد أن فرغ من الكلام للجمع، طلب من بطرس أن يَبعُد إلى العمق، وأن يُلقي الشِباك للصيد. ويبدو أن بطرس ظن أنه لا جدوى من ذلك، لأنهم تعبوا الليل كله ولم يأخذوا شيئًا، ومع ذلك فإذ طلب الرب يسوع أن يفعل ذلك، فإنه ألقى الشبكة على كلمته، فأمسكوا سمكًا كثيرًا جدًا، حتى صارت الشبكة تتخرَّق. وما حدث جعل بطرس يُدرك عظمة الشخص الذي أمرَهُ بأن يُلقي الشبكة، فخرَّ عند رُكبَتَي يسوع قائلاً: «اخرُج من سفينتي يا رب، لأني رَجُلٌ خاطئ». ولاحظ أن بطرس سقط على ركبتيه كرجلٍ خاطئ، وشعر بأنه رديء للغاية، وأنه غير لائق للوجود في محضر الرب، وأن ما يجب أن يفعله فقط هو أن ينحني أمام الرب كخاطئ. ولكن كيف أجاب الرب يسوع عليه؟ هل قال له: ”أنت خاطئ، وعليك أن تبتعد عني؟“ أم قال له: ”إن وعدت أن تتصرَّف أفضل في المستقبل فسأغفـر لك ماضيك؟“ كلا، بل وجد بطرس تلك الخبرة السعيدة بإلقاء نفسه عند قدمي الرب يسوع كخاطئ فقير مسكين، كما هو بالفعل، وتعلَّم أنه تُوجد نعمة في قلب الرب يسوع تكفي للتغلُّب على كل خطاياه، وقال له الرب: «لا تخف!». وما أوسع ما تتضمنه هذه الكلمة «لا تَخَف!»؛ أنا أُرحب بك، وأُطهِّرك، وأُخلِّصك، بل والأكثر من ذلك ستحصل على كرامة خدمتي «من الآن تكون تصطاد الناس!». ويا للنعمة المتفاضلة التي تُجزَل للخطاة المُتضعين عند قدمي الرب يسوع!

هنري هـ. سنل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net