الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 26 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الكفارة
«في هذا هي المحبة ... أرسَل ابنَهُ كفارةً لخطايانا» ( 1يوحنا 4: 10 )
الكفارة إعلان للمحبة الإلهية: وصلت إلينا المحبة لتُعطينا الحياة، فوجدتنا في خطايانا، فكان لا بد للمحبة من صُنع الكفارة أولاً، لتسوية مشكلة الخطية. وفي الكفارة تجلَّت محبة الله للبشر في تدبير وسيلة للنجاة والخلاص، على حساب موت ابن الله. ولم يَعُد على الإنسان أن يفعل شيئًا لخطاياه، سوى التوبة عنها، والإيمان بشخص الفادي؛ صانع الكفارة. وكان ارتياحنا عظيمًا يوم أدركنا فاعلية الكفارة لغفران خطايانا. ولكن ارتياحنا كان أعظم يوم أدركنا ـ ليس فاعلية الكفارة فحسب بل ـ إن الكفارة التي أكملها الابن المُرسَل من الله، هي هِبة محبة الله. وبعدها أدركنا أن الكفارة فتحت لنا باب الحياة. وأخيرًا أدركنا أن قصد الله من حياتنا، هو أن نعيش حياته، من خلال ابنه الذي أرسلَـهُ، مُتمتعين بمحبتهِ. ما أجوده! وهكذا كان الله هو البادئ والمُكمِّل؛ بدأ بالمحبة ( 1يو 4: 10 )، وأكمَل بالكفارة.

الكفارة ومعرفة الله: نحن من خلال الكفارة نعرف الله أفضل من الملائكة الذين لم يختبروا عظمة الكفارة. ويمكننا القول: إن معرفة الملائكة بالله، هي نظير معرفة آدم به قبل السقوط، مع فارق عظمة حياتهم عن حياة البشر. وأما معرفتنا نحن بالله فهي تُشبه معرفة آدم به بعد السقوط. وآدم قد عرف الله أكثر بعد السقوط؛ فعرفه كالراعي إذ أتى باحثًا عنه.

وهو وحواء عرفا شيئًا من حكمته، وهو يذبح ذبيحته. وأدركا أن عند الله حلاً لمشكلتهما، إذ صنع لهما أقمصة من جلد. وأحسَّا بغنى نعمته، ويديه تكسو عريهما ( تك 3: 20 ).

حقًـا لقد عرفا الله أكثر بكثير من ذي قبل. ما أعظمه!

شمولية الكفارة: وجميل أن يذكر يوحنا الكفارة في ذات الأصحاح الذي يذكـر فيه الابن مُخلِّصًا للعالم (ع14). فالكفارة هي وسيلة الخلاص لكل مَن سيخلُص من العالم. ولكن هل كل العالم سيخلُص؟ الإجابة: لا، ولكن ليس لمحدودية الكفارة، بل لعدم الإيمان ( رو 3: 25 ). ولكن الكفارة تكفي حتى لو آمن العالم كله وتزيد. وهذا هو المقصود بشمولية الكفارة.

قارئي المبارك: هل محبة الله لامعة ومُضيئة لك في صليب المسيح؟ ( يو 13: 1 ). وهل أنت مغمور في نعمة الحياة الأبدية؟ إن كان لا، فأنت تحتاج إلى مَزيد من الإدراك لخطاياك. إن أردت أن تعرف الله أكثر، اعرف خرابك أكثر.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net