الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لماذا تزعجونها؟
«أمَّا يسوع فقال: اتركوها! لماذا تُزعجونها؟ قد عملت بي عملاً حسنًا!» ( مرقس 14: 6 )
كان المسيح مالئًا قلب هذه المرأة، فحسبَت أن كل ما يُنفَق في سبيله ليس إتلافًا، ولو قال عنه الآخرون كذلك. وفي الوقت المُعيَّن قامت بتلك الخدمة التي هي أمجد خدمة كان يستطيع الناس أو الملائكة عملها في ذلك الحين؛ فبينما كانت قوات الأرض والجحيم قائمة ضده، وبينما كان الصليب وأهواله قريبًا، بينما الظلام يتكاثـف والحزن يزداد، انتهزت المرأة الفرصة وأسرعت بدَهن جسد سَيِّدها بهذا الطيب الغالي.

وسرعان ما قام الرب بالدفاع عنها وحمايتها من اللوم والتعنيف. وأمام دفاعه المجيد تبدَّد كل تحقير وسخرية بشرية كما يتبدَّد ضباب الصبح عندما تُشرق عليه أشعة الشمس. فقد وضع الله ختم مُصادقَتَهُ على عملها «قد عملت بي عملاً حسنًا!». وإن قيمة كل عمل تُقَاس على قدر ارتباطه بالمسيح، فقد يطوف إنسان المسكونة طولها وعرضها صانعًا خيرًا، وقد يوزع من أمواله بكل سخاء وحُب في الخير على الفقراء والمحتاجين، وبالإجمال قد يجري شوطًا بعيدًا في الآداب والإنسانية، ومع ذلك قد لا يوجد في هذه الأعمال كلها شيئًا واحدًا يستطيع الرب أن يقول عنه: ”هذا عَمِل بي حسنًا“.

أيها القارئ العزيز، أيًّا كنت، وأيًّا كان عملك، لاحظ أن تكون عيناك نحو سَيِّدك في كل ما تعمل، وليكن المسيح غرضك الوحيد في كل خدمة تقوم بها مهما كانت صغيرة، حتى يستطيع الرب أن يقول عنها إنها: ”عمل حَسَن“. لا تنشغل بأفكار الناس عن طريقك أو عملك، لا تُبالِ بتحقيرهم وعدم تقديرهم، بل اسكب قارورة طيبك على شخص سَيِّدك المحبوب مدفوعًا بعامل الحُب القلبي له، وتأكد أنه لا بد أن يُطوِّبك أمام الربوات المُحتشدة. هكذا عملت هذه المرأة؛ فقد حملت في يدها قارورة الطِيب، وفي قلبها الرب يسوع لا سواه، وذهبت وسكبَت الطيب على رأسه الكريم، وانظر النتيجة المباركة: قد وصل إلينا ذكر عملها على صفحات الإنجيل مقرونًا باسم يسوع، ولا يقدر أحد أن يقرأ الإنجيل دون أن يأتي على ذكر عملها وتعبُّدها. قامت ممالك، ترعرعت وزهَت ثم اضمحلت وفنيت وأصبحت أثرًا بعد عين، أما عمل هذه المرأة فلا يزال باقيًا، وسيبقى إلى الأبد لأن الرب قد أثنى على عملها، وسيظل باقيًا لا تفنيه الأجيال والدهـور.

يا ليتنا نتمثَّل بهذه المرأة، فتكون أعمالنا ثمر تعبُّدنا وحُبنا للسَيِّد الغائب والمرفوض.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net