الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 9 يوليو 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جثسيماني
«وإذ كانَ في جهادٍ كان يُصلِي بأشد لجَاجَة، وصارَ عرَقُهُ كقطرات دم نازلة على الأرض» ( لوقا 22: 44 )
بنعال مخلوعة نقترب من أرض مقدسة، لنتأمل في السَيِّد رب المجد، وهو في بستان جَثسيماني. واسم ”جَثسيماني“ يعني ”معصرة الزيت“. وكان هذا البستان يقع على الجانب الغربي من جبل الزيتون، وقد كان بحق مكانًا فيه اختبر الرب عصر النفس الرهيب.

لقد كان الرب معتادًا أن يذهب إلى جبل الزيتون، إلا أن هذه المرة كانت تختلف كلية عن كل المرات السابقة. وكان الرب معتادًا على الصلاة والشركة مع الآب، إلا أنه في هذه المرة كانت صلاته مختلفة تمامًا. وقد عبَّر البَشيرون متى ومرقس ولوقا عن الصراع الذي دخلت فيه نفس السَيِّد باستخدام 6 تعبيرات مختلفة:

(1) «ابتدأ يحزن» ( مت 26: 37 ): أي كان مضغوطًا بشدة.

(2) «ابتدأ يدهَش» ( مر 14: 33 ): وكأن الدهشة ممَّا سيأتي عليه، أخذته تمامًا. لقد كان يرى بكل وضوح كل ما تعنيه الكأس الرهيبة التي سيشربها.

(3) «ابتدأ .. يكتئب» ( مت 26: 37 ): والكلمة تعني اضطرابًا في النفس، وتشويشًا في الذهن، وعدم القدرة على التركيز التام.

(4) «قال لهم: نفسي حزينة جدًا حتى الموت» ( مت 26: 38 ): كان ثقل الحزن شديدًا جدًا على نفسه حتى لكأنه خشي أن تنهار كل قواه.

(5) «إذ كان في جهاد كان يُصلِّي بأشدّ لجاجة» ( لو 22: 44 ): إن الجهاد يعني الصراع في الصلاة، الأمر الذي عبَّر عنه كاتب العبرانيين: «الذي، في أيام جسده، إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع طلبات وتضرعات للقادر أن يُخلِّصَهُ من الموت» ( عب 5: 7 ).

(6) «صارَ عرَقُهُ كقطرات دم نازلة على الأرض» ( لو 22: 44 ): فنتيجة شدة الصراع والجهاد الجسماني، اندفع الدم من خلال مسَام الجسد، وصار العرق مختلطًا بالدم، وتصبَّب على الأرض! إن كانت هذه هي جَثسيماني، فماذا إذًا كانت جُلجثة بالنسبة له؟!

وإذ نراك في البستانْ تقطُرُ بالحزنِ دما
نندهش من نعمة بها احتملت الألم
دعنا لذا نقبل بالحب ربي القدما

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net