الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المعمدان وإنكار الذات
«ينبغي أن ذلكَ يزيد، وأني أنا أنقصُ» ( يوحنا 3: 30 )
رسالة مفخخة: أرسل تلاميذ المعمدان برسالة مفخخة، بها قنابل لمُعلِّمهم، ليُثيروا غَيرته. فقالوا له: ”هوذا ..الذي شهدت له ..يُعمِّد“. إن مَن صنعت له أعظم معروف، بشهادتك له، لم يُراعِ جميلك، ويتعدَّى حدود خدمته (نقولها بكل احترام)، ويعمِّد. والجميع يأتون إليه، تاركينك. إنه يزيد وأنت تنتهي.

فماذا كانت إجابة أعظم مولودي النساء؟: (1) أكد المعمدان بكل اتضاع، أنه مجرَّد مُرسَل أمام المسيح ”لست أنا المسيح، إني مُرسَل أمامه“. ما أجمله خادمًا يوسِّع للملك الطريق! شاغلاً وظيفة الحاجب برئاسة الجمهورية قديمًا، مَن اعتاد تقديم الضيوف للرئيس ثم ينحني وينصرف، تاركًا الرئيس مع ضيفه. وما أكفأ خادمًا يَصل بالنفوس للمسيح، ثم ينحني وينصرف.

(2) وبعدها يؤكد المعمدان أنه صديق العريس، وليس العريس. ولصديق العريس مُهمة مزدوجة؛ تجهيز العروس لعريسها، وإبراز العريس لعروسِه. وهذا ما أتمَّه المعمدان بمعموديته. فجهز العروس؛ أتقياء الأُمة، فاصلاً إيَّاهم بمعمودية التوبة. وبالمعمودية أيضا أبرَز العريس. ومن الطبيعي أن يفرح صديق العريس لسماعه صوت وصول العريس.

(3) ثم قال المعمدان مَقولته الخالدة: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقُصُ»، إنها ضرورة حتمية. بدأ المعمدان شهادته للمسيح بالنقصان؛ إذ تركه اثنان من تلاميذه البارزين، أندراوس ويوحنا، ليتبعوا المسيح فور شهادته. وطوال شهادته كان المسيح يزيد، وهو ينقص. حتى تعظَّم المسيح وصار مشهورًا ( مر 6: 14 )، والمعمدان مطروحًا في سجنه. أخيرًا دُفن المعمدان ناقصًا؛ دون رأس. نفَّذ مَقولته في حياته: ”ينبغي أن ذلك يزيد وأنا أنقُصُ“، ونُفِذت فيه في مَماته. لسنا نعلم ماذا صُنع بهذا الرأس، ولكن قريبا ستُلبَس الأكاليل بيد السيد العظيم، ليزيد المعمدان.

عظماء آخرون: في موسى وإيليا، لنا نموذجان آخران. فموسى رفض الغيرة من ألداد وميداد ( عد 11: 27 ) يوم تنبأا في المحلة. وإيليا اذ أمره الرب أن يمسح ثلاثة أشخاص ( 1مل 19: 15 ، 16)، مضى ومسحَ أليشع بن شافاط نبيًا عوضًا عنه. وما أصعبها على نفس أبي النبوَّة، إيليا، أن يصنع هذا بيديه، راضيًا أن يُنهي خدمته بيديه، خاضعًا لسيده، إذ خدمَهُ بأمانة وشرف؛ تاركًا لأليشع مسح الآخرين! قارئي المبارك: هل تغَار للرب، أم تغَار من أولاد وخدام الرب.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net