الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 27 أغسطس 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة المسيح للكنيسة
«أحبَّ المسيح أيضًا الكنيسة وأسلمَ نفسَهُ لأجلها» ( أفسس 5: 25 )
إن مقاصد النعمة الأزلية، ومشورات المحبة الإلهية، قد اختارتنا لنكون قديسين وبلا لوم قدَّامه في المحبة، وأن نكون أبناء للآب المُحب الذي يُغدق علينا عواطف أبوَّته الغزيرة والحانية، ويعطينا مكانًا في بيته ونصيبًا في ميراثه، بل أن نكون مُشابهين صورة ابنهِ، في ذات مجده، وأن نكون عروس المسيح التي أحبَّها وأسلَم نفسه لأجلها، وهو يعتني بها في رحلة تغرُّبها، وقريبًا سيُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة، مقدسة وبلا عيب. لقد قصد الآب أن يُكافئ ابنه الحبيب الذي أطاعه ومجَّده في حياته، ومجَّده فوق الصليب، وأن يُسْعِـد هذا الابن، ويُقدِّم له هدية تليق به، أعطاه الكنيسة لتكون عروسَهُ طول الأبدية. إنها تستقبل حُبه وتسعَد به، وتُشاركه أفكاره ومشاعـره وكل غناه وأمجاده وأفراحه. فيا لسمو المركز الذي أوصلَتنا إليه النعمة! إن الكنيسة بحسب أفكار الله هي اللؤلؤة الواحدة الكثيرة الثمن. واللؤلؤة تتكوَّن في أعماق البحار من حيوان بحري رخو (المحار)، فعندما يدخل في هذا الكائن الحي الرقيق جسم غريب، يبدأ يعاني ويتألم، ويفرز مادة حوله، وكلَّما اشتَّد الألم ازداد إفراز هذه المادة، إلى أن يموت الكائن الحي وتتكوَّن اللؤلؤة. إذًا هي قصة الألم حتى الموت. وهذا ما احتمله المسيح لأجلنا، حيث حمَلَ خطايانا في جسده على الخشبة. واللؤلؤة التي تكوَّنت في أعماق البحر تحتاج إلى غوَّاص ينزل لكي يُخرجها، والمسيح هو ذلك الغوَّاص الذي نزل إلى أعماق المياه والسيل غمرَهُ (مز69). وبعد أن خرجت تحتاج إلى التاجر الذي يُقدِّرها ويطلبها، والمسيح هو ذلك التاجـر الذي دفع فيها أغلى ثمن، إذ مضى وباع كل شيء لكي يشتريها. إنه ذلك العبد العبراني الحقيقي الذي قال: «أُحبُّ سيدي وامرأتي وأولادي. لا أخرجُ حُرًا». فاقتاده سيده إلى الباب والقائمة، وهناك ثُقبت أُذنه بالمثقب ليصير عبدًا إلى الأبد (خر21). لقد رضيَ بكل هذه الآلام وضحَّى بكل شيء لكيلا يفترق عن كنيسته (امرأته) التي أحبها. وبينما هو يخطـو بثبات نحو الباب ليواجه الألم، راضيًا أن يصير عبدًا للأبد، فإن امرأته تتطلَّع إليه بكل الحب والتقدير والامتنان. أما نحن فإننا نقول مع المرنم:

هل كل ذا عني أنا؟ قاسى المسيحُ ذا العنا؟
قد جاء من أوج السما وذاق عني الألم

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net