الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 20 سبتمبر 2017 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخروف الضائع
«يذهب لأجل الضال حتى يجدهُ. وإذا وجَدَهُ يضعه على مَنكبيهِ فـرحًا، ويأتي إلى بيته» ( لوقا 15: 4 ، 5)
رفض الفريسيون والكهنة حقيقة أن الرب يسوع كان يتعامل مع خطاة مشهورين. لم يكونوا ليُظهروا أية رحمة أو شفقة لهؤلاء البُرْص اجتماعيًّا وأدبيًّا. كما اشمأزّوا من تصرُّف الرب معهم بهذا الشكل. لذا ألصقوا به الاتهام: «هذا يَقبل خطاةً ويأكل معهم!» ( لو 15: 2 ). وكانت هذه التُهمة صحيحـة، وفي محلها طبعًا. ظنوا أنها تُشكِّل سبب ملامة له، ولكنها في الواقع بمثابة تتميم للقصد الأساسي الذي لأجله جاء الرب يسوع إلى العالم.

ردَّ الرب يسوع على تُهمتهم هذه بروايته مَثَل واحد من ثلاثة أجزاء: الخروف الضَّائع، الدرهم المفقود، الابن الضَّال. ومغزى هذه القصص الثلاث هو أن الله يحصل على فرح وشبع حقيقيين لدى رؤيته خطاة يتوبون، غير أنه لا يُسرّ البتة بأصحاب البرّ الذاتي المُرائين الذين تمنعهم كبرياؤهم من الاعتراف بحالتهم الخاطئة وشقاوتهم.

ويظهر الرب يسوع وراء استعارة الراعي ( لو 15: 4 - 7)، كما أن التسعة والتسعين خروفًا تُمثِّل الكتبة والفريسيين. أما الخروف الضائع فهو نموذج للعشار أو للخاطئ المُشهَّر. فما أن يتحقق الراعي من ضياع أحد خرافه، حتى يترك التسعة والتسعين في البرية (وليس في الحظيرة)، ويخرج في أثره حتى يجده. وبالنسبة إلى الرب يسوع، فقد تضمنت رحلته نزوله إلى الأرض، وسنوات خدمته الجهارية، ورفضه وآلامه وموته.

وبعد أن وجد الخروف الضائع، وضعه على منكبيه، وأخذه إلى بيته. وهذا يوحي بأن الخروف المُخلَّص بات يتمتع بامتياز، وبعلاقة حميمة بالرب، لم يعهدهما قط عندما كان في عِداد الآخرين. ودعا الراعي أصدقاءه وجيرانه إلى الابتهاج معه بسبب خلاص الخروف الضائع. والكلام هنا عن فرح المُخلِّص برؤية أحد الخطاة يتوب.

والعبرة واضحة: «إنه هكذا يكون فَرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارًا لا يحتاجون إلى توبة». لكن السماء لا تفرح البتة بالتسعة والتسعين خاطئًا الذين لم يتبكَّتوا قط على ضلالهم. ولا يوجد هنا تصريح بأن بعض القوم ليسوا في حاجة إلى توبة. فالناس جميعهم خطاة، ويجب أن يتوبوا جميعهم، لكي يخلصوا. إنما تصف الآية أولئك الذين ـ في نظر أنفسهم ـ لا يحتاجون إلى توبة.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net