أيها السائحُ بين شعابِ الجبالِ، أ تُنشِدُ طريقًا؟ أيها المُتَسَكِّعُ فى دياجير الظلامِ، أ تتلَمَّسُ من النورِ بصيصًا؟ أيُها المُعيي من المُتحديات الشاهقاتَ، التي كثيرًا ما باتت مركباتُ الحياةِ أمامَها مُعَرْقلةً، أ تأْمُلُ خارطةَ الطريقِ بل ومنهاجا؟
فإذا تساءَلتَ يا قارئي وكيف يتسنى لمَن يسبحُ على سفوحِ جبالٍ، بل ورُبَّما اقتضَتِ الضـرورةُ تسلُّقِها، أو كيف لمَن تَعَيَّـنَ عليهِ أن يَجتازَ بحرًا، تموَّجَتْ أمواهُهُ أو ربمَّا عَجَّتْ منقلِبةً، فَوَجَبَ على جسدِهِ الثقيلِ أن يتحوَّلَ إلى سفينةٍ رشيقةٍ، تَمْخُرُ عبابَ المياه وتُعلِنُ سلامةَ وصولِها؟ مع أن الوحشةَ هي طابعُ طريقِ العابِرِ، ووعورةُ الطريقِ تتحدَّى ساقَ المُكابر، والشعورُ بالضعفِ بل وبالعجـزِ، بدون المسيح، هو خيرٌ مؤشِّرٍ لتَعَقُلِ المُسافِـرِ!
هلُمَّ نجولُ فى كتابِ اللهِ، فنطمئنُ حاضرًا ومستقبلاً، فالواعِدُ بأن يجعَلَ جبالَه طريقًا كفوًا لوعدهِ، وهو على وعدِهِ وكلمتِهِ ساهِـرُ، وإن غدا الطريقُ قفرًا أو منهَـلاً، فهكذا كُتِبَ عنه بل هو وَعَدَ: