الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 7 يناير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الله ظهرَ في الجسد
«وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ المَلاَئِكَةِ ... لِكَيْ يَذوقَ بنِعْمَةِ اللهِ المَوْتَ» ( عبرانيين 2: 9 )
‏  لماذا ظهر الله في الجسد؟ ولماذا لم يظهر في صورة ملاك وهو أعلى رُتبة من الإنسان؟

في الحقيقة هناك العديد من الأسباب لمجيء المسيح في الجسد، قالها المسيح بلسانه في الأناجيل، وقالها رُسل المسيح وكَتَبة الوحـي، لكني سأسوق ثلاثة أسباب لمجيء المسيح كما سجَّلها كاتب رسالة العبرانيين في الأصحاح الثاني. وكل سبب من الأسباب الثلاثة يبدأ بكلمة ”لِكَي“:

السبب الأول: الموت الكفاري: «وُضِعَ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ ... لِكَيْ يَذُوقَ بنعْمَةِ اللهِ الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ» ( عب 2: 9 ).

إن علاج مشكلة الخطية كان يتطلَّب موتًا، ولا يمكن أن يحصل موتٌ بدون جسد، فجاء ابن الله في جسدٍ كاملٍ بلا خطية (شبه جسد الخطية)، لكنه في نيابة كاملة حمَل خطايانا وأسلَم نفسه للموت، فأدان الخطية في الجسد ( رو 8: 3 ).

السبب الثاني: إبادة إبليس: «فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضًا كَذلِكَ فِيهِمَا، لِكَي يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ» ( عب 2: 14 ).

لقد هُزم الإنسان الأول في الجنة، وطرحه إبليس أرضًا، واقتنصه لإرادته؛ فجاء المسيح، الإنسان الثاني، مُشتركًا في اللحم والدم -بلا خطية - ودخل في مواجهة مع إبليس في جولة تلو الأخرى هازمًا إياه، إلى أن أتت معركة الجلجثة، التى أشهَرَ فيها إبليس سيف الموت، فدخل المسيح إلى حلبة المعركة «لِكَي يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ». فما أمجدك يا ربنا المعبود إذ في إنسانيتك الكاملة النقية هزمت مُخَرِّب البشرية!

السبب الثالث: ليكون رئيس كهنة مُجَرَّبًا ومُعينًا: «كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِينًا فِي مَا ِللهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ» ( عب 2: 17 ، 18).

جاء المسيح في بشرية كاملة بلا خطية تؤهله ليكون رئيس كهنة، رحيمًا من نحو الإنسان، وأمينًا فيما لله. فبهذا الناسوت تَعَرَّض المسيح لكل ما يتعرَّض له الإنسان من ضيق وألم وعوَز واحتياج وتحديات؛ وجمع خبرات هذه الحياة الإنسانية في الجسد، ليكون بعد قيامته وصعوده عونًا وإغاثة للمُجرَّبين أيضًا.

عياد ظريف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net