الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 15 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
خميرُ الفرِّيسيِّين والصَّدُّوقيِّين
«انظُرُوا، وَتحَرَّزُوا مِن خمِيرِ الفَرِّيسِيِّينَ وَالصَّدُّوقِيِّين» ( متى 16: 6 )
لمَّا انطلق التلاميذ لمُلاقاة الرب في الطرف الشرقي لبحيرة جنيسارت، نَسوا أن يأخذوا معهم خبزًا. لذلك أساءوا فَهم الرب عندما تحدَّث إليهم مُحذّرًا إيَّاهم من خمير الفريسيين والصدوقيين، فظنوه يقول لهم: ”لا تذهبوا إلى قادة اليهود من أجل تزويدكم بالطعام“! فانشغالهـم بمسألة الطعام، جعلهم يتطلَّعون إلى تفسير حرفي ومادّي للكلمات التي قصد بها الرب درسًا روحيًا لهم ( مت 16: 5 ، 6).

واستمر التلاميذ في قلقهم على نقص الطعام عندهم مع أن الذي أشبع الآلاف كان يسير معهم! وهكذا اضطر الرب إلى مراجعة معجزتي الإشباع معهم (ع7-10). أما الدرس الذي أراد أن يُعلِّمهم إيَّاه عن حسابات الله وموارده، فهو أنه كلَّما قلَّت الموارد التي في حَوزة المسيح، كلَّما ازداد عدد الذين أشبَعهم، وازدادت بالتالي كمية الطعام الفاضل عنهم. فعندما لم يكن عنده إلا خمسة أرغفة وسمكتين، أشبَع خمسة ألاف رَجُل وفَضل عنهم اثنتا عشـرة قفّة من الطعام. ولمَّا كان لديه كمية أكبر من الأرغفة والسمك، أشبع أربعة آلاف رَجُل، وفضل عنهم سبعة سلال من الطعام. فعندما نضع مواردنا القليلة بتصرُّفه، فهو بمقدوره مُضاعفتها باطّراد عكسي لكميتها. فالقليل يزداد جدًا إذا كان الله داخلاً في الحساب. وقد أُشير إلى كلمتين مختلفتين هما: ”القُفَّة“ و”السَل“ في حادثتي إشباع الخمسة الآلاف، ثم الأربعة الآلاف. وكانت ”القُفَّة“ صغيرة، و”السَل“ كبيرًا. فالسِلال السبعة في هذه الواقعة احتوَت على كمية من الطعام أكبر مما رُفِع في الاثنتي عشرة قُفَّة في الواقعة السالفة. ومهما يكن، فالعِبِرة تبقى هي: فيمَ القلق بشأن الجوع والحاجة، ونحنُ على ارتباط بالرب يسوع، الذي لا حدَّ لقوّته، ولا حصر لموارده؟!

لم يكن الرب يُشير إلى الخبز في حديثه عن خمير الفريسيين والصدوقيين، بل إلى شر التعليم وفساد السلوك الذي تميَّز به هؤلاء (ع11، 12). وخمير الفريسيين هو الرياء بحسب لوقا 12: 1. ففي الوقت الذي أعلَنوا فيه تمسُّكهم بأدقّ التفاصيل في كلمة الله، كانت طاعتهم له خارجية وسطحية، لأن دواخلهم امتلأت شرًّا وفسادًا.

أما خمير الصدوقيين فهو العقلانيّة. فقد تحرَّروا فكريًا، نظير أمثالهم من مُتحرّري هذا العصر، صانعين لأنفسهم نظامًا لاهوتيًا تميَّز بالشكّ والإلحاد. وهكذا أنكروا وجود الملائكة والأرواح وقيامة الجسد وخلود النفس والعقاب الأبدي. فخمير التشكيك هذا ينتشـر كالخميرة في العجين إذا تهاون المرء معه.

وليم ماكدونالد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net