الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 25 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بنو يسَّاكَر
«بَنِي يَسَّاكَرَ الخَبيرِينَ بِالأَوقَاتِ لِمَعرِفَةِ مَا يَعمَلُ إِسرَائِيلُ» ( 1أخبار 12: 32 )
لقد تميَّز بنو يَسَّاكَر الأبطال بالإيمان والفهم الجيد والنشاط، وعدم إضاعة الفرصة، كما بالتكريس والولاء لداود في زمان رفضه وآلامه. لقد أدركوا أن الأزمنة تتغيَّر، وقد لا يُمكنهم أن يعملوا فـي المستقبل، ما يمكنهم عمله الآن. وها قد جاء الوقت للاتحاد معًا، والقيام بعمل مشترك لأجل مسيح الرب، والاجتماع إليه، والالتفاف حوله. إنه الوقت لاستبعاد أي شيء آخر، للاعتراف بداود وحده قائدًا ومركزًا ورأسًا ورئيسًا. ولم تَعُد هناك قيمة لأية اعتبارات أخرى كاحترام الشـرعية لشاول بن قيس ومَن معه، أو انتظار ما تأتي به الأحداث. إن المسألة المُهمة والمطلَب الجوهـري هو داود وحقوقه. وها قد أتت اللحظة ليُرفرف عَلَمَهُ فوق الكلّ، ويبقى منفردًا أمام أعين الجميع.

وما أحرانا نحن أيضًا أن نكون كبني يساكــر الحقيقيين الذين يُخاطبهـم الرسول بولس بالتحريض: «هَذا وَإِنَّكُم عَارِفُونَ الوَقتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَستَيقِظَ مِنَ النَّومِ» ( رو 13: 11 ، 12). إننا الآن في يوم الآلام والصبر، ولكن يوم انتصار وأمجاد داودنا قد اقترب، والليل يُفسح مكانه للنور، فلنستيقظ! وحالاً يلمع كوكب الصبح المُنير، الذي أشرَق ولمع بالفعل في قلوبنا. فلنُصغي إلى بني يساكر! لندرك أنه «وَقتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ البِرّ» ( هو 10: 12 )، وأنه «وَقتُ عَمَلٍ لِلرَّبِّ» ( مز 119: 126 ).

ونحن يجب أن تكون لنا هذه الخبرة لُنشير على إخوتنا بما ينبغي أن يفعلوه. ولكن الرب قد اختص من بيننا أفرادًا بحكمة خصوصية، وخبرة في الرعاية والإرشاد ( 2تي 1: 7 عب 13: 17 ). فما أحرانا أن نسترشد برأيهم في خضوع - كما كان إخوة يَسَّاكَرَ - لنفهم ما يُناسب شعب الله اليوم، وما يجب علينا أن نعمله «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا» (عب13: 17).

ولكن ماذا استطاع داود أن يُقدِّم لرفقائه؛ أولئك المساكين الذين عاشوا معه باستتار في زمن رفضه؟ في ذلك الوقت، لا شيء إلا الآلام واحتمال الضيقات والمشقات، أما فيما بعد فقد أصبحوا أبطاله (2صم23؛ 1أخ11، 12)، ثم كان لهم نصيب في مجدهِ الملكي، وكان لهم الرفعة والسمو يوم مجده وملكه. إن المحبة جعلت كل شيء خفيفًا وسهلاً بالنسبة لهم، وسُجِّلت أسماؤهم وأعمالهم المجيدة، وتذكرها داود بالتفصيل حين استقر في مملكته؛ لم يَنْسَ أحدًا. وهكذا أيضًا هو نصيب المؤمن بالمسيح «إِن كُنَّا قَد مُتنَا مَعَهُ فَسَنَحْيَا أَيضًا مَعَهُ. إِنْ كُنَّا نَصبِرُ فَسَنَملِكُ أَيضًا مَعَهُ» ( 2تي 2: 11 ، 12).

فـايـز فـؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net