الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 30 أكتوبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كرسي المسيح
«لأنهُ لاَ بُدَّ أننا .. نظْهَرُ أَمَامَ كُرسِيِّ المَسِيحِ، لِيَنالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بالجَسَدِ بحَسَبِ مَا صَنعَ» ( 2كورنثوس 5: 10 )
الظهور أمام كرسي المسيح أمر لا بد منه، قد ننساه أو نتناساه، ولكنه أمر أكيد. والآية في صدر الموضوع تواجهنا بحقائق هامة لها شأن بثلاث فئات:

الأولى: ظهور المؤمنين لنوال الجزاء عن الخير فقط، وسيكون ذلك قبل ظهورهم مع المسيح للمُلك الألفي.

الثانية: ظهور الشعوب على الأرض لنوال الجزاء عن الخير للبعض، وعن الشر للبعض الآخر (انظر متى 25: 34).

الثالثة: ظهور الأموات حيث لا سماء ولا أرض للجزاء على الشر فقط أمام عرش الدينونة العظيم الأبيض، وذلك بعد المُلك الألفي ( رؤيا 20: 11 - 15).

لنذكر هذه الحقيقة ولا ننساها، فلا بد أن يظهر كل منَّا أمام كرسي المسيح، ولا يُستثنى أحد من ذلك، وعندما يقف العبد أمام سيده يجب عليه أن يُبادر قائلاً: «يا سيد مَنَاك ربح .. حينئذٍ يُجيبه الرب: نعِّمًا أيها العبد الصالح، لأنك كنت أمينًا في القليل ..» ( لو 19: 17 ).

عزيزي المؤمن .. أي قدر من الربح تريد أن تُقدِّمه لسيدك، عند وقوفك أمامه؟ لا شك أنك تريد أن تُقدِّم له أكبر قدر، وعلى هذا يكون لك أكبر أجر. إن الفرصة ثمينة جدًا الآن، والوقت يمر بسرعة ويدنو بنا من النهاية. أ فلا نخشى أن تفلت منا فرصة العمل إلى الأبد بمجيء الرب؟

فإما أن يكون كل مجهودك الآن للرب، وأنت لا ترى أُجرة بعينيك الآن، ولكنك ستراها أمام كرسي المسيح، وإما أن يكون الأجر لذاتك تراه بعينيك الآن في الزمان، ولكن بانتهاء الحياة ستخسره إلى الأبد. واعلم هذا أن انحرافك عن الهدف الحقيقي، وهو مُراعاة مجد الله في حياتك، سيُقلِّل من أجرك في ملكوته.

إنني لو لم أُنبِّر على هذه المسؤولية لاعتبرت نفسي مُقصِّرًا. فهذا أمر لا يمكن الاستعاضة عنه بآخـر، والخسارة لا تُعوَّض. إن الأبدية ليس لها نهاية، ومع ذلك لا نُعطى فيها أية فرصة لنُعوِّض فيها ما فاتنا من الزمان. ففرصتنا للعيشة لمجد الرب هي فرصة الزمان وليس الأبدية. وما أقصرها فرصة! وما أسرعها في الإفلات! وكم من مسيحيين نالوا الإيمان، لكن قلبهم مُنصَّبًا الآن في الجمع للزمان، لكن في الأبدية سيرون نهاية كل شيء، وأن ما عملوه لم تبقَ له بقية!

أنور جورجي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net