الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تستغرِبُوا
«لاَ تستغرِبُوا البَلْوَى المُحْرِقَةَ التِي بَينكُمْ حَادِثةٌ، لأجلِ امتِحَانِكُم» ( 1بطرس 4: 12 )
لا شيء يبقى إلى الأبد سبب سرورٍ دائم، ولكن هناك شيئًا يظل باقيًا في دواخلنا تجاه ذلك الذي نظن فيه سرورنا الدائم. إذا قلتَ: ”لا بد أن أحصل على هذا الشيء، ولن أكون سعيدًا أبدًا إذا لم أحصل عليه“، عندئذٍ، إذا حصلت عليه، ففي الغالب أنك لن تحصل منه على فائدةٍ باقية، أبدية، ولا تزول. ولكن ربما يُنتج خسارة فادحة، وربما خسارة أبدية.

هناك قول يُشبه هذا الفكر في الكتاب: «فَأَعطَاهُم سُؤْلَهُم وَأَرسَلَ هُزَالاً فِي أَنفُسِهِم» ( مز 106: 15 ). ليتنا نطلب من الرب ألاَّ يدَع هذا القول ينطبق علينا في يوم من الأيام.

كنت أقرأ لوقا 1: 37 «لأَنَّهُ لَيْسَ شَيءٌ غَيْرَ مُمكِنٍ لَدَى اللهِ»، ثم قرأت أعمال 12، فوجدت أن يعقوب قُتِلَ في السجن بينما بطرس أُطلقَ سراحه! لم يستجب الله – الذي كل شيء ممكن لديه – لمُحبي يعقوب، مثلما استجاب لصلاة مُحبي بطرس. كان يستطيع أن يُنجي يعقوب ولكنه لم يفعل.

«وَطُوبَى لِمَنْ لاَ يَعْثُرُ فِيَّ» ( لو 7: 23 ) .. إنني أرى هذه العبارة كما لو كانت تُظلِّل صفحات الأصحاح الثاني عشر من سفر الأعمال.

ربما كان يوحنا، وربما كان التلاميذ أيضًا يتساءلون: ”لماذا لم يُنقذ الرب يعقوب؟“ ولربما كانوا يتعجبون: ”لماذا لم يُرسل الرب ملاكه إلى يعقوب، مثلما فعل مع بطرس؟“. وكما لو كان الرب يُعيد كلمات هذه الآية مرة ومرات على مسَامع التلاميذ: «طُوبَى لِمَن لاَ يَعْثُر فِيَّ».

ليتنا نُحوّل كل تساؤلاتنا، واستفهاماتنا، وحيرتنا إلى فرص نختبر فيها الثقة الشديدة في الرب؛ هذه الثقة التي لا تُخزي أبدًا. والآن فإن كل أيام الحزن والأسى قد نُسيت تمامًا من أصدقاء ومُحبي يعقوب. لقد كانوا معه في صُحبة الرب منذ مئات السنين، ولا شيء بقيَ من تلك الذكرى سوى موقفهم من التجربة وقتئذٍ، عندما امتَحن الرب إيمانهم إلى حدٍ بعيد. وهذا هو ما سيحدث مع الذين يشتاقون إلى معرفة سبب رفض الرب لطلباتهم وصلواتهم من أجل الذين هم في ألم وضيق ومتاعب؛ سيعرفون أنه بحكمةٍ صنع كل شيء.

بعد وقت قليل، لا نعرف كم مقداره على وجه التحديد، ولكنه قليل على أية حال، سنكون جميعًا في غمرة الأفراح الأبدية، وسننسى كل ما مضى، ولكن ما يستحق الاهتمام فعلاً هو: كيف واجهنا ظروف البرية، وكيف قضينا حياتنا التي وكَّلَنا الله عليها.

إيمي كارمايكل
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net