الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 7 نوفمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
كان ميتًا فعاشَ
«ابنِي هَذا كَانَ مَيِّتـًا فَعَاشَ، وَكَانَ ضَالاًّ فَوُجدَ» ( لوقا 15: 24 ، 32)
يتضمَّن لوقا 15 مَثلاً واحدًا ذات ثلاثة أجزاء. ويرتبط الجزءان الأولان من المَثَل معًا؛ الخروف الضَّال والدرهم المفقود. وهما بمثابة إعداد وتقديم للجزء الثالث؛ الابن الضَّال. وأريد أن أؤكد على أربعة روابط بينها.

(1) الحالة الطبيعية لأولئك الهالكين: يشرح الخروف الضال حالة الخاطئ الذي ضلَّ بعيدًا عن الله. وتتناول رسالة رومية هذه النقطة، وتكشف بكل وضوح أن الإنسان الخاطئ يعيش في ضلال وتيهان عظيمين. والدرهم المفقود صورة لحالة الإنسان الميت أدبيًا. وهذا هو تعليم رسالة أفسس. فالشخص الميت هو بلا نفع مُطلَقًا، ولكن ما هو أكثر من ذلك أنه لا يُمكنه أن يُغيِّر حالته مُطلقًا. هذه هي حالتنا الطبيعية؛ إننا بلا نفع وغير قادرين أن نفعل شيئًا لتغيير موقفنا.

والجزء الثالث من المَثَل يجمع هاتين النقطتين. لقد قيل مرتين أن الابن كان ميتًا ثم عاش، أو عادَ ثانيةً للحياة، وكان مفقودًا أو ضالاً فوُجِد (ع24، 32). وهذا ما حدث تمامًا في حالتنا.

(2) لا مُساهمة بشرية ممكنة: إنه لا يُمكن للخروف ولا للدرهم أن يُساهما بالعمل لكي يعودا ويُوجَدا. ويصعب تمامًا أن يفعلا شيئًا. ومع ذلك ففي كلا الحالتين تُذكَر أهمية التوبة. ويَرِد هذا في رواية الابن الضَّال؛ فلا بد أن يعود ثانيةً، ويعترف بموقفه الخطير. وبحق فإن الخلاص هو من عمل نعمة الله، ولكن في الوقت ذاته من الضـروري أيضًا أن يرجع الخاطئ مُعترفًا بفشله. إنه فقط لمَن يُريد ذلك أن «يَأْخُذ مَاءَ حَيَاةٍ مَجَّانًا» ( رؤ 22: 17 ).

(3) قيمة الإنسان: كان هناك 100 خروف، و10 دراهم، وواحد من كل منها فُقد، ومع ذلك فكم من مجهودات فائقة بُذلت لاسترجاع الواحد المفقود! وهذا يُرينا القيمة العظيمة لكل شخص في عينيّ الله. فإن كان خاطئ واحد فقط لا بد أن يَخلُص، فهذا يتطلَّب أن الرب يسوع لا بد أن يأتي ليموت على الصليب. وهناك فرح في السماء إذا تاب خاطئ واحد. وهذا الواحد يأتي في مقدمة الجزء الأخير من المَثَل.

(4) فرح بوجود الضَّال: في الحالتين الأولى والثانية يُذكَـر الفرح في السماء. والسماء تُحَاط علمًا برجوع الخاطئ من الضياع إلى الوجود، ومن الموت إلى الحياة. والرواية الثالثة أيضًا تذكر الفرح؛ إنه فرح الأب والابن الذي رجع «فَابتَدَأُوا يَفرَحُونَ» (ع24).

أرنست أوجست
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net