الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 29 ديسمبر 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يد إلهي الصالحة
«فَـأَعطَانِي المَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلَهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ» ( نحميا 2: 8 )
كان نحميا ذا قلب مُنكسـر أمام الرب ويعرف كيف يستخدم ركبتيه جيدًا ( نح 1: 4 -11). إن كل ما اعتمَل في داخله وجد له مَخرجًا في الصلاة. لقد عرف قوة هذه الكلمات التي نطَق بها يعقوب بعد ذلك الوقت بمدة طويلة: «أَ عَلَى أَحَدٍ بَينكُم مَشَقَّاتٌ؟ فَلْيُصَلِّ» ( يع 5: 13 ).

ولقد كان على نحميا أن ينتظر لمدة أربعة شهور قبل أن تصله أية إجابة على صلاته. فلا يجب على شعب الله أن يصلُّوا فقط، بل أن ينتظروا الرب أيضًا مع المواظبة على الصلاة «لِتكُن يَا رَبُّ رَحمَتُكَ عَلَينَا حَسْبَمَا انتظَرنَاكَ» ( مز 33: 22 )، «انتظِرِ الرَّبَّ فَيُخَلِّصَكَ» ( أم 20: 22 ). فالله يسمع ويستجيب، ولكن في الوقت المُعيَّن منه، وبالطريقة الخاصة به. واستجابة الرب كثيرًا ما تأتي بطريقة لا نتوقعها، وفي وقت لا نظنه. لقد كان نحميا يُزاول عمله اليومي المُعتاد كساقي الملك عندما حانَت الفرصة لكي يفتح قلبه أمام الملك ( نح 2: 1 -8).

كان الحزن المُرتسم على وجهه نتيجة كآبة قلبه، وهكذا كان قوله للملك «كَيفَ لاَ يَكْمَدُّ وَجهِي وَالمَدِينَةُ بَيتُ مَقَابِرِ آبَائِي خَرَابٌ، وَأَبوَابُهَا قَد أَكَلَتهَا النَّارُ؟». وقد اهتم الملك بالأمر فأجابه على الفور «مَاذَا طَالِبٌ أَنتَ؟» (ع3، 4).

ثم نأتي إلى خاصية ممتازة لنحميا، وهي أنه اعتاد أن يضع اتكاله الكُلِّي على الله. فهو كان يعرف، بلا شك، بعد مضـي أربعة شهور من التدريب أمام الله، ماذا يطلب. ولكن قبل أن يُعبِّر عن طِلبته، يقول: «فَصَلَّيتُ إِلَى إِلَهِ السَّمَاءِ» (ع4)، وبعد ذلك أجاب على الملك وطلب منه أن يُرسله إلى أورشليم لكي يبني السور (ع5). وأجاب الملك طلبه، وحدَّدَ له وقتًا، وأعطاه رسائل إلى ولاة عبر النهر لكي يُجيزوه (ع7). وفي الحال تأكد نحميا أن استجابة الملك الفورية كانت نتيجة يد الله الصالحة «فَأَعطَانِي المَلِكُ حَسَبَ يَدِ إِلَهِي الصَّالِحَةِ عَلَيَّ» (ع8). فقبل أن يطلب نحميا شيئًا من الملك توجَّه بالصلاة إلى الله (ع4)، والآن بعد أن استجاب الملك لطِلبته فإنه يُرجِع ذلك إلى يد الله الصالحة (ع8).

ونحن قد نتذكَّـر التوجُّه إلى الله في ضيقاتنا، ولكن كثيرًا ما ننسـى أن نعترف بيد الله الصالحة من نحونا بعد خلاصنا من الضيقة. جيد أن ندخل التجربة في روح الصلاة، ونخرج منها في روح الحمد والشكر.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net