الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 1 فبراير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صاحبة القارورة
«حَيْثمَا يُكْرَز بِهَذا الإِنجيلِ فِي كُلِّ العَـالمِ، يُخبَرْ أَيضًا بِمَا فَعَلَتهُ هَذِهِ تذكَارًا لـهَا» ( متى 26: 13 )
تمتاز المرأة صاحبة قارورة الطيب -بكيفية عجيبة وجميلة – عن الجميع؛ فبينما كان رؤساء الكهنة والكتبَة والشيوخ يتشـاورون ضد المسيح في دار رئيس الكهنة الذي يُدعى قيافا، كانت هذه المرأة تدهـن جسده بالطِيب في بيت سمعان الأبرص. وبينما كان يهوذا يتعاقد مع رؤساء الكهنة على بيع يسوع بثلاثين من الفضة، كانت هذه المرأة تسكب قارورة الطيب الثمينة على شخصه العزيز. يا لها من مفارقة عجيبة! ولكن لا عجب لقد تَشَبَّع قلبها بغرضها، وكان هذا الغرض هو المسيح. أما مَن لا يعرف قيمة شخصه الكريم فليس بالغريب أن يحسب تضحية هذه المرأة إتلافًا، ومَن يرضى أن يبيعه بثلاثين من الفضة ليس بالغريب أن يتكلَّم عن ”إعطاء الفقراء“، أما هي فلم تَعرهم التفاتًا ولا تُحرّك لها ساكن من تذمراتهم وتأنيباتهم، لأنها وجدت كل كفايتها في المسيح. فهم يتذمرون أما هي فتتعبَّد لذاك الذي كان في نظرها خيرًا من كل فقراء الأرض. ومَن يمتلئ قلبه بمحبة المال لا يستطيع أن يُقدِّر المسيح بأكثر من ثلاثين من الفضة، أما هي فقد رأت أنه لا يُقدَّر بمال، وذلك لأن قلبها كان مُمتلئًا به.

ما أسعد هذه المرأة! ليتنا نتشبَّه بها جميعنا! ليتنا نمكث عند قدمي يسوع مُحبين عابدين مُتمتعين مُتلذذين بشخصه المبارك في كل حين! ليتنا نُنفِق ونُنفَق في خدمته، مهما استهجننا المسيحيون بالاسم، ومهما اعتبروا خدمتنا إتلافًا. وعمَّـا قريب جدًا سيأتي الوقت الذي فيه لا نندم على خدمتنا لأجل اسمه، بل ـ إن وُجد محل للندم – يكون ذلك الندم على قلِّة وضعف خدمتنا له في العالم. وإن كان يمكن أن تعلو وجوهنا حمرة الخجل في ذلك الصبح البهيج، فستكون هذه الحمرة لأننا لم نُكرِّس حياتنا لخدمته وحده أيام وجودنا على الأرض. ليتنا نَزن الأمور بالميزان الصحيح، وليت الرب ينعم علينا بأن تكون قلوبنا للمسيح!

ونجد في الطريقة التي امتدَح بها الرب عمل هذه المرأة أمرًا جميلاً جدًا «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: حَيْثُمَا يُكْرَز بِهَذَا الإِنْجِيلِ فِي كُلِّ الْعَالَمِ، يُخْبَر أَيْضًا بِمَا فَعَلَتْهُ هَذِهِ تَذْكَارًا لَهَا». ويا لها من نعمة فائقة تظهر بين ثنايا هذه الكلمات، إذ هي تربط هذا الإنجيل؛ الإنجيل الذي يُعلن ”المسيح للقلب“ بحادثة تُظهر أن ”القلب للمسيح“، وترسلهما إلى كل العالم حيث يسمعهما ربوات الناس!

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net