الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 23 فبراير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المؤمن والعالم
«أَنـا أَظهَرْتُ اسْمَكَ للناسِ الذِينَ أَعْطَيْتنِي مِنَ العَالَمِ» ( يوحنا 17: 6 )
قارئي المبارك: في مقالنا سنُتابع معًا، موقف القديسين من العالم، كما هي أشواق الكاهن العظيم في يوحنا 17.

أولاً: من العالم: (1) العالم نظام فاسد، لهذا، فتبارك اسمه، قطع أعزاء قلبه، من محجر العالم «الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي مِنَ الْعَالَمِ»، وما عُدنا منه شرعًا. وإن كانت حياتنا الاعتيادية تُشبه العالم، إلى حدٍ ما، فنحن نأكل ونشـرب ونعمل، ولكن ليس دون اختلافات جوهرية. فنحن نعبد إلهنا، ولنا شركة يومية معه. وبمشيئته فقط نُسـرّ، وبنور كلمته نهتدي. وبقوة الصلاة نُحمَلُ، وبالاجتماعات حوله نُطعَم. (2) والرب لم يكتفِ بفصلنا عن العالم، لكن غلبَهُ لنا. وسلَّم لنا عالمًا مغلوبًا. ويُحرِّضنا أن نثق ونُصدِّق هذا «ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ» ( يو 16: 33 ). (3) وأشواق سَيِّدنا بعد أن فصلنا عن العالم، وغلبَهُ لنا، ألاَّ نعود إليه ثانيةً، بل ننفصل أدبيًا عنه؛ كما انفصل هو «لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ، كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ». فعلينا أن نمر بأرجلنا فقط، ونسلك الطريق؛ طريق المشيئة الإلهية. لا َنمِل يمينًا ولا شمالاً، مرور الكِرام، نمر ( تث 2: 27 ).

ثانيًا: في العالم: ورغم أننا لسنا من العالم، فخطة الله لنا، أن نظل في العالم. (1) فالعالم هو مكان التدريب والتشكيل الروحي. هو البرية لكل قديس يرغب الشبع بالمسيح. (2) وإن كان العالم هو أحد أقوى أسلحة الشيطان، فبنُصرتنا عليه، نختبر القوة الإلهية الحافظة لنا، بل والمقدِِّسة لنا، ونحن فيه؛ هازئة به. (3) في العالم نتعلَّم كيف نفتخر في الضيقات، مؤكدين انتسابنا لعالم آخر. (4) وأخيرًا لنختبر مرَار العالم؛ وفراغ ما يُقدِّمه، إن لم ننفصل عنه، طائعين للوصية.

ثالثًا: إلى العالم: «كَمَا أَرْسَلْتَنِي إِلَى الْعَالَمِ أَرْسَلْتُهُمْ أَنَا إِلَى الْعَالَمِ» ( يو 17: 18 )0 هنا إرسالية كل مؤمن. (1) ويتم تأديتها بعد انفصالنا عن العالم، وغلبتنا له. (2) وبذات أسلوب، إرسال الآب للمسيح. فكما تقدَّس المسيح؛ أي تخصص ( يو 10: 36 )، ليُرسَل إلى العالم، كذلك، فتقديس الآب للتلاميذ، ولنا، أمر حتمي، قبل الإرسالية. (3) والتقديس لن يزيدنا مجدًا، في أعين الناس، بل سخرية ورفضًا. لكنه حصن الأمان من العالم. والنفس المقدسة هي القادرة بالنعمة، على اقتحام ظلمة هذا العالم، وهدم حصونه. (4) والإرسالية؛ ليست إرسالية مال وشهرة، لكنها إرسالية آلام. لنكون له مُمثلين، وعنه نائبين، وبقوة المسيح في المجد؛ محفوظين، وبها عاملين، ولها شاهدين، ولكفاءتها مديونين.

أشرف يوسف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net