الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 25 فبراير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
جاذبية المسيح
«وَأَنـا إِنِ ارْتفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِليَّ الـجَمِيعَ» ( يوحنا 12: 32 )
هذا الفصل العظيم من إنجيل يوحنا (يو12)، نجد فيه ثلاثة مشاهد للرب يسوع المسيح: الأول وسط أحبائه وخاصته مُحتفَلاً به باعتباره ابن الله (ع1- 11)، ثم في أورشليم مُرحَبًا به كابن داود (ع12-19)، وأخيرًا مطلوبًا من اليونانيين كابن الإنسان (ع20- 36).

واللافت للنظر أن المسيح في كل هذه المشاهد كان هو مركز الجاذبية. إنه مركز الجاذبية في الوليمة، وفي الدخـول إلى أورشليم، ثم بالنسبة لليونانيين. وكأننا في هذا نرى مُقدَّمًا تأثير الصليب وفاعليته، الذي أشار المسيح إليه في هذا الفصل عينه بالقول: «وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ» (ع32).

ويمكن القول إن هذه المشاهد الثلاثة تعطينا صور تدبيرية بديعة: ففي المشهد الأول نرى صورة لِمـا هو حادث الآن، المسيح ابن الله وعلاقته بالكنيسة. وفي المشهد الثاني نرى ما سيتبع ذلك، أي ابن داود وعلاقته بأورشليم بعد انتهاء دور الكنيسة من على الأرض باختطافها إلى السماء. وفي المشهد الثالث نرى صورة لِما سيحدث بعد قبول الأُمة للمسيح، عندما يستلم المسيح مُلكه على كل العالم في نهاية الزمان، أي ابن الإنسان وعلاقته بكل العالم.

وبكلمات أخرى فإننا في هذا الأصحاح نرى ثلاثة أمجاد متنوعة لربنا يسوع:

(1) ففي المشهد الأول نرى مجده الإلهي كابن الله مُمثَّلاً في إقامته للعازر من الأموات (ع1).

(2) وفي المشهد الثاني نرى مجده الملَكي المسياوي مُمثَّلاً في دخوله الانتصاري إلى أورشليم (ع12، 13).

(3) وفي المشهد الثالث نرى مجده الاكتسابي العام كابن الإنسان في مُلكه على كل الأرض، مُمثَّلاً في اليونانيين الذين طلبوا رؤيته (ع20، 21).

في هذه المشاهد نرى تصويرًا لثلاث حقب مُتميزة: أعني بها يوم رفضه، ويوم قوته، ويوم مجده؛ على التوالي. ففي اجتماع بيت عنيا نرى صورة للكنيسة وهي تخدمه الآن وتسجد له في يوم رفض العالم له وتنكُّره لشخصه المجيد. وفي دخول المسيح لأورشليم نرى صورة نبوية جميلة لشعبه المُنتدب (أي المُستعد) في يوم قوته. وأخيرًا في تقابل اليونانيين مع المسيح نرى صورة نبوية أيضًا للأُمم والشعوب التي ستتبارك منه في يوم مجده.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net