الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 27 فبراير 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وقت مجيئهِ
«اللَّقْلَقُ ... يَعْرِفُ مِيعَادَهُ، وَاليَمَامَةُ وَالسُّنوْنةُ الـمُزَقزِقَةُ حَفِظَتا وَقتَ مَجيئهِمَا» ( إرميا 8: 7 )
عندما تبدأ أعاصير الشتاء أن تَهُّب تذهب السنونة ولا يبقى من نوعها واحدة في الأرض. ومتى دنا وقت ارتحالها تتجمع مع بعضها زرافات زرافات وترتفع في الجو ثم تمضي دون أن يشعر بها أحد إلى الجهات الجنوبية حيث لا يصل إليها صقيع ولا ثلج ولا مطر ولا برد بل تتمتع بأشعة الشمس الساطعة. ما أعجب غريزة هذه الطيور!

والآن أيها القارئ الحبيب بما أن شتاء العالم قد اقترب اسمح لي أن أسألك: هل اغتسلت بدم المسيح؟ وهل أنت مستعد أن تذهب كالسنونة في الخريف؟ هل قد جعلت الرب يسوع مركز أفكارك؟ وهل انفصلت له ولانتظاره من السماء؟ ما أقوى مساعي الشيطان لتحويل المسيحيين عن الرب يسوع ليُدمَجوا في المجتمعات العالمية. فهو عامل على احتقار كلمة الله وعلى بث عدم الاكتفاء بالرب يسوع وحده فيقول: يسوع والختان. يسوع والتجمعات الدينية. أو بالحري يسوع والعالم. وهذه الأشياء كلها تخفى مجيء الرب لاختطاف المؤمنين. لأن كل تعليم بتحسين البشـرية هو إنكار صريح لخراب الإنسان الكُلِّي بالخطية، ولدينونة الله المزمعة أن تقع قريبًا على المُضادين والمُحتقرين لكلمة الله. وصحيح أنه يَصدق على حكماء وعظماء العالم أنهم «رَفَضُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ» ( إر 8: 9 ). أما علامة المسيحي الحقيقي فهي «حَفِظْتَ كَلِمَتِي وَلَمْ تُنْكِرِ اسْمِي» ( رؤ 3: 8 ). فأي الوصفين ينطبق عليك؟ إنه مهما يكن اسمك فلست مسيحيًا حقيقيًا ولا يمكن أن تُخطف مع المسيحيين إلا إذا كنت قد حفظت كلمة الله. إنه يجب علينا أن نتمسَّك بكلمات المسيح كلَّما رأينا الشتاء يدنو، عالمين أنه لا بد أن ينجز لنا ما وعد. وإن كنا أحيانًا لا نعلم أين تذهب السنونة، ولكننا نعلم باليقين أين يذهب المؤمنون لأن المسيح قال: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ .. أَنَا أَمْضـِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا، وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ» ( يو 14: 2 ).

إن الله قد أرسل إلى العالم، بواسطة الروح القدس، صراخ نصف الليل «هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!» ( مت 25: 6 ). فيا ليت القديسين يجتمعون كالسنونة في الخريف، ويتأملون في كلمات وعد الله الحلوة. فالرب قد ذهب لإعداد المكان. مكان المجد والسعادة بعيدًا عن عواصف الأرض ودينونتها. وسوف يأتي ليأخذنا إليه لنكون معه. نعم عن قريب سنذهب كلنا لأن الله يعلم الذين هم له. فيا لها من تعزية عظمى!

كاتب غير معروف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net