الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 11 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ابنُ الإنسان
«مَنْ هُوَ هَذا ابنُ الإِنسَانِ؟» ( يوحنا 12: 34 )
في يوحنا 12: 20- 33 كشف الرب عن النتائج العظيمة لموتهِ؛ موت ”حبة الحنطة الوحيدة“. وبشكل مُميَّز وضع في آخرها النتيجة بالنسبة لشخصه: «وَأَنَا إِنِ ارْتَفَعْتُ عَنِ الأَرْضِ أَجْذِبُ إِلَيَّ الْجَمِيعَ. قَالَ هَذَا مُشِيرًا إِلَى أَيَّةِ مِيتَةٍ كَانَ مُزْمِعًا أَنْ يَمُوتَ» (ع32، 33). وبقوله «ارْتَفعْتُ» كان يُشير إلى الطريقة التي سيموت بها، وهي التعليق (رفعه) على صليب. وكانت هذه هي طريقة الرومان في تنفيذ عقوبة الإعدام، ولكن باعتبار أن كل العداء ضده كان في قلوب اليهود، فإن هذا كان يُشير إلى أنه سيموت أشنع ميتة وأكثرها عارًا، ويتنكَّر له كل من اليهود والأُمم.

لقد رُفع الرب يسوع عن الأرض لكي يُطرَد منها مُحتقرًا، ولكي يُسدَل الستار عن رسالته واسمه، إذا جازَ القول. ولكن النتيجة التي حدثت هي العكس تمامًا؛ فذاك الذي صُلب سيصير مركز الجذب الدائم للعالم كله. وهنا نجد بذرة التعليم الذي نما وتوسَّع في أفسس 1: 9- 14. وبدلاً من إخماد مجده، صار الصليب هو الأساس الذي يقوم عليه مجده، والأساس لإظهاره في كماله، وهو ما تشهد به رؤيا 5: 5- 14.

بدأ يسوع أقواله بالكلام عن تمجيد ابن الإنسان، وختمها بالكلام عن ارتفاعه. كان اليهود يعرفون «أَنَّ الْمَسِيحَ (عندما يأتي) يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ» (ع34). كما أن التسمية «ابْنُ الإِنْسَانِ» لم تكن خافية عنهم لأنها موجودة في العهد القديم. فكانوا يعرفون عن ابن الإنسان الذي سيأخذ المُلك حسب دانيال 7: 13، 14 «كُنْتُ أَرَى فِي رُؤَى اللَّيْلِ وَإِذَا مَعَ سُحُبِ السَّمَاءِ مِثْلُ ابْنِ إِنسَانٍ أَتَى وَجَاءَ إِلَى الْقَدِيمِ الأَيَّامِ، فَقَرَّبُوهُ قُدَّامَهُ. فَأُعْطِيَ سُلْطَانًا وَمَجْدًا وَمَلَكُوتًا لِتَتَعَبَّدَ لَهُ كُلُّ الشُّعُوبِ وَالأُمَمِ وَالأَلْسِنَةِ. سُلْطَانُهُ سُلْطَانٌ أَبَدِيٌّ مَا لَنْ يَزُولَ، وَمَلَكُوتُهُ مَا لاَ يَنْقَرِضُ». وتساءلوا مُستنكرين: «فَكَيْفَ تَقُولُ أَنْتَ إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَفِعَ ابْنُ الإِنْسَانِ؟ مَنْ هُوَ هَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ؟» (ع34)، بمعنى مَن هو هذا الإنسان الذي سيتألم؟ لقد تجاهلوا ما قِيلَ عن ابن الإنسان في مزمور 8: 5 «تَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ». ابن الإنسان المتواضع هذا، كان النور للناس. وإن لم يؤمنوا بالنور ويصيروا أبناء النور (ع36)، سيُدركهم الظلام الدامس وسيهلكون (ع35). وبهذا التحذير «مَضَى (يَسُوعُ) وَاخْتَفَى عَنْهُمْ» (ع36).

ف. ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net