الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 13 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
شواطئ الأبدية
«كُلَّهَا تنحَلُّ ... وَلَكِننا.. ننتظِرُ سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً» ( 2بطرس 3: 11 -13)
لا شك أننا نقترب بسـرعة من النهاية، وشواطئ الأبدية تلوح متلألئة بجمالها الأخَّاذ. وهذه الحقيقة تملأ قلوبنا بالتعزية والفرح، وتُجدِّد عزمنا في المَسير. فليس أسعَد من هذه اللحظة المُرتقبَة التي فيها نترك أرض الغربة ونرى حبيبنا وجهًا لوجه. هذا ما عبَّر عنه المرنم قائلاً: ”حينما يدنـو الختام وأرى شط السلام ... على صدرك الرحيب أُلقي نفسـي يا حبيب ... وفي هاتيك الربوع أبقى معك يا يسوع“. أما إنسان العالم الذي وضع رجاءه في الأرض والأرضيات فلا يسعَد بذلك.

ولا شك أن الحياة قصيرة وقد تنتهي في أية لحظة بدون مقدمات. فالموت حقيقة لا تُنكَر، وقوة لا تُقهَر، وعدو لا يُنذر. لهذا يقول النبي: «عَرِّفْنِي يَا رَبُّ نِهَايَتِي وَمِقْدَارَ أَيَّامِي كَمْ هِيَ، فَأَعْلَمَ كَيْفَ أَنَا زَائِلٌ. هُوَذَا جَعَلْتَ أَيَّامِي أَشْبَارًا، وَعُمْرِي كَلاَ شَيْءَ قُدَّامَكَ» ( مز 39: 4 ، 5).

وليس ذلك فقط بل إن مجيء الرب قد اقترب. هذا ما قاله بولس: «إِنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ ... قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ» ( رو 13: 11 ، 12). وأيضًا: «الْوَقْتُ مُنْذُ الآنَ مُقَصَّـرٌ» ( 1كو 7: 29 ).

وكما أشار بولس إلى أن «هَيْئَةَ هَذَا الْعَالَمِ تَزُولُ» ( 1كو 7: 31 )، كذلك أكد بطرس هذه الحقيقة: «فَبِمَا أَنَّ هَذِهِ كُلَّهَا تَنْحَلُّ، أَيَّ أُنَاسٍ يَجِبُ أَنْ تَكُونُوا أَنْتُمْ فِي سِيرَةٍ مُقَدَّسَةٍ وَتَقْوَى؟» ( 2بط 3: 11 ). الخليقة المادية ستنحلّ: «تَزُولُ السَّمَاوَاتُ بِضَجِيجٍ، وَتَنْحَلُّ الْعَنَاصِرُ مُحْتَرِقَةً، وَتَحْتَرِقُ الأَرْضُ وَالْمَصْنُوعَاتُ الَّتِي فِيهَا» ( 2بط 3: 10 ). كذلك القِيَم الأخلاقية، والرُبط الأُسرية، والمبادئ الإنسانية وحتى الروحية، الحكومات والعروش والجالسين عليها، هذه كلها تنحل، ليبقى عرش واحد؛ «عَرْشٌ مَوْضُوعٌ فِي السَّمَاءِ» لا يتزعزع ( رؤ 4: 2 ).

يقول الكتاب: «وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ بَعْدَ مَا وَلَدَ مَتُوشَالَحَ ثَلاَثَ مِئةِ سَنَةٍ ... وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ» ( تك 5: 22 -24). لقد فهم الإعلان أنه عندما يموت مَتُوشَالَحُ سيُرسل الله الطوفان الذي يمحو العالم القديم. وبناء على ذلك أخذ القرار الصحيح وسار ضد التيار. كذلك نحن يجب أن نفعل ذلك، كلَّما شعرنا بقرب النهاية. ونحن ننتظر: «.. الرَّجَاءَ الْمُبَارَكَ» ( تي 2: 13 ). «.. ظُهُورَ مَجْدِ اللهِ الْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( تي 2: 13 ). «.. سَمَاوَاتٍ جَدِيدَةً، وَأَرْضًا جَدِيدَةً، يَسْكُنُ فِيهَا الْبِرُّ» ( 2بط 3: 13 )، أي الحالة الأبدية السعيدة.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net