في أحد مصانع النسيج إعلان يقول: ”إذا تعقدت خيوطك، اطلب رئيس العمال“. وذات يوم تعقدت خيوط إحدى العاملات، فلم تُرِد إزعاج الرئيس، وظنت أنها ستحلَّها بنفسها. لكن تعقدت الخيوط أكثر! مرّ الوقت ولم تُفك العقد، واضطرت أخيرًا أن تلجأ إلى الرئيس، فقال لها: إنك حاولتِ بنفسك! لماذا لم تستدعني في الحال حسب التعليمات؟
فأجابته: لقد عملت أفضل ما يمكن أن أعمله. فقال لها: إن أفضل ما يمكن عمله عندما تتعقد خيوطك: أن تطلبيني حالاً.
إخوتي الأعزاء: ماذا نفعل نحن أيضًا عندما تتعقد أمورنا، وتسوء ظروفنا، وتتشابك خيوطنا؟ ليتنا نتعلَّم ونتدرَّب أن نطلبه كما طلبَهُ كثيرون من قبلنا:
(1) موسى عند فم الحيروث: لقد تعقدت الأمور جدًا، لأن فرعون كان ورائهم، والبحر أمامهم، لكن هناك عند فم الحيروث(الحرية)، صرخ موسى للرب، فجاء إليهم ونجَدهم (خر14).
(2) يشوع عند نهر الأردن: أراد يشوع أن يعبر الأردن لكن كيف وهو مُمتلئ إلى جميع شطوطه؟! لقد التجأ إلي الرب. فماذا حدث؟! «الْبَحْرُ رَآهُ فَهَرَبَ. الأُرْدُنُّ رَجَعَ إِلَى خَلْفٍ» ( مز 114: 3 ).
(3) يهوشافاط أمام الموآبيين والعمونيين وسكان جبل سعير: لقد جاء عليه جمهور كثير فصلَّى وقال: «يَا إِلَهَنَا ... لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هَذَا الْجُمْهُورِ الْكَثِيرِ الآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلَكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا» ( 2أخ 20: 12 ). والنتيجة أن الأعداء «سَاعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى إِهْلاَكِ بَعْضٍ» (ع23).