الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 مارس 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبته لخاصته
«إِذ كَـانَ قَدْ أَحَبَّ خاصَّتهُ الذِينَ فِي العَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى المُنتهَى» ( يوحنا 13: 1 - 5)
يذكر لنا إنجيل يوحنا محبة المسيح لخاصته 12 مرة ( يو 13: 1 (مرتين)، 34؛ 14: 21؛ 15: 9 (مرتين)، 10، 12، 13 (مرتين)، 14، 15). وهي كما نرى تقع كلها في القسم الثاني من الإنجيل، أي من أصحاح 13 إلى أصحاح 21؛ القسم الذي تُميزه المحبة حيث تَرِد فيه المحبة 56 مرة (7 × 8). بل إن هذا القسم في الواقع يُفتتَح بالحديث عن محبته لخاصته «إِذْ كَانَ قَدْ أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى ( يو 13: 1 ).

وبعد أن يُشير الوحي إلى محبة المسيح لخاصته التي هي إلى المنتهى، يذكر لنا خدمته العجيبة؛ خدمة المحبة التي لا تَرِد إلاَّ في إنجيل المحبة الإلهية (إنجيل يوحنا)، أعني بها خدمة غسل الأرجل. فالمسيح إذ كان مزمعًا أن يترك تلاميذه، مع عِلمه الكامل بفشلهم، رسمَ أمامهم ما هو مزمع أن يخدمهم به وهو في الأقداس؛ خدمة دافعها المحبة لهم، المحبة التي تعالج الشر، لا تتستر عليه ولا تُشهِّر به، بل تغسل الأرجل بيد المحبة المُعالجة، وتمسحها بمنشفة المحبة الساترة!

في إنجيل لوقا يذكر الوحي أن المسيح يقْبَل خطاة ويأكل معهم ( لو 15: 2 )، وهذا يتوافق مع طابع لوقا في بشارة النعمة. فحتى أشر الخطاة إن أتى إليه سيَقْبَله. لكن في إنجيل يوحنا تكتمل الصورة الرائعة، فهو أيضًا يحتمل قديسيه إلى المنتهى. فإن كان لا خوف على أشر خاطئ من أن يُقْبِل إلى المسيح لأنه سيَقْبَله، فإنه لا خوف أيضًا على أضعف قديس من أن يرفضه بعد أن قَبِله. فلا سبب يقدر أن يُخمد حُبَهُ. وهو لن يطرح أحدًا إلى الخارج أبدًا. إنه يقبل حتى أشر الخطاة، ويُحبّ حتى أضعف القديسين. له كل المجد.

وهناك سبعة تعبيرات تُقال عن تلاميذ الرب تُميّز إنجيل يوحنا قالها الرب بفمه الكريم مُستخدمًا ضمير الملكية:

(1) تلاميذي (8: 31) (2) خاصتي (10: 14) (3) خرافي (10: 27) (4) أولادي (13: 33) (5) أحبائي (15: 14) (6) إخوتي (20: 17) (7) غنمي (21: 16، 17). لكن هناك أيضًا محبة خاصة من المسيح تتجه للذي عنده وصاياه ويحفظها، إذ يقول الرب: «الَّذِي يُحِبُّنِي ... أَنَا أُحِبُّهُ» (14: 21). وهذه العبارة تُذكِّرنا بكلمات الحكمة في أمثال 8: 17 «أَنَا أُحِبُّ الَّذِينَ يُحِبُّونَنِي، وَالَّذِينَ يُبَكِّرُونَ إِلَيَّ يَجِدُونَنِي».

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net