الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 10 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
آخُذُكُمْ إِلَيَّ
«آتِي أَيْضًا وَآخذكُمْ إِلَيَّ» ( يوحنا 14: 3 )
قرأت عن شيخ مؤمن تقي، عاش حياةً مباركة في رضى الرب، كان غرضه فيها مجد المسيح وخير المؤمنين. ألزَم المرض شيخنا العزيز - في آخر سنوات حياته – أن يلزم بيته، ويُلازم فراشه. ومرَّت السنوات، والمرض يشتد وطأةً، والجسد الهزيل يزداد ضعفًا ووهنًا. وفي يومه الأخير – قبيل رقاده – جاء إخوته المؤمنون لزيارته، وجلسوا قبالته، ولم يستطيعوا أن يمنعوا تساقط دموعهم؛ فلقد أدركوا أنه في لحظاته الأخيرة، وعلى قدر ما كان محبوبًا لهم، ومُقدَّرًا عندهم؛ على قدر ما كان تأثرهم شديدًا.

وكان هناك بين الزائرين شابٌ، أحب الشيخ الوقور محبةً خاصة؛ فلم ينسَ كم المرات التي شجعه فيها، وكم المشاعر الحانية التي أظهرها له، فبحق لقد أثَّر فيه أبلغ التأثير. أراد الشاب أن يشجع شيخه المحبوب، فقال له: ”والدي الحبيب أ تريد أن أقرأ لك أحلى وأروع آية في الكتاب المقدس؟“، وقرأ عليه الشاب يوحنا 14: 2: «فِي بَيْتِ أَبِي مَنَازِلُ كَثِيرَةٌ، وَإِلاَّ فَإِنِّي كُنْتُ قَدْ قُلْتُ لَكُمْ. أَنَا أَمْضِي لأُعِدَّ لَكُمْ مَكَانًا». وعلَّق الشاب قائلاً: ”بحق هي الآية الأروع في كل الكتاب؛ فها نحن قد عرفنا أن بيت الآب بكل روعته؛ سيكون مقر وجودنا الأبدي. ويا للمجد!“.

ردّ الشيخ التقي قائلاً للشاب: ”أ تريد أنت أن أقول لك ما هي أجمل وأروع آية في كل الكتاب المقدس؟“، فقال الشاب: ”تفضل“، فقال الشيخ: ”إنها الآية التي تَلي تلك التي قرأتها أنت مباشرةً“. وقال له ما جاء في يوحنا 14: 3: «وَإِنْ مَضَيْتُ وَأَعْدَدْتُ لَكُمْ مَكَانًا آتِي أَيْضًا وَآخُذُكُمْ إِلَيَّ، حَتَّى حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا»، وعلَّق قائلاً: ”بكل تأكيد إن جمال وروعة بيت الآب لا يمكن أن يوصَف، فهو فوق تخيُّلات قلوبنا، ويَسمو على إدراك عقولنا؛ لكن الأحلى والأجمل هو أننا سنكون مع المسيح ونُعاينه وجهًا لوجه“.

عزيزي القارئ .. إن سر سعادتنا وفرحنا، ليس فقط المكان الذي سنوجَد فيه في أبديتنا السعيدة؛ بل بالأولى كثيرًا شخص المسيح، الأحب والأغلى. ما أجمل أننا سنكون معه كل حين، له كل المجد!

يَوْمُ اللِّقَاءِ فِيهِ تَفْرَحُ الْقُلُوبْ
يَوْمُ اللِّقَاءِ فِيهِ يَنْقَضـِي النَّحِيبْ
وَأَحْلَى مَا فِيهِ نَرَى وَجْهَ يَسُوعْ

عادل حبيب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net