الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 إبريل 2018 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبيشاي وإخلاصه
«فَقَالَ أَبيشَايُ لِدَاوُدَ ... دَعْنِيَ الآنَ أَضْرِبْهُ بِالرُّمْحِ ... دُفْعَةً وَاحِدَةً» ( 1صموئيل 26: 8 )
حينما قال داود ”لأَخِيمَالِكَ الْحِثِّيَّ وَأَبِيشَايَ ابْنِ صَرُوِيَّةَ“: «مَنْ يَنْزِلُ مَعِي إِلَى شَاوُلَ إِلَى الْمَحَلَّةِ؟»، قال أَبِيشَايُ على الفور: «أَنَا أَنْزِلُ مَعَكَ» ( 1صم 26: 6 ). لقد وقف بجانب الملك، مُظهرًا حُبًا وإخلاصًا وولاءً للملك، مُخاطرًا بنفسه، غير حاسب عواقب المُخاطـرة. نعم فهذه هي سِمة المحبة التي لا تحسب قيمة التكاليف، مهما كانت التضحيات.

لكن وإن كان ”أَبِيشَاي“ له تلك المحبة الشديدة نحو داود، إلا أنه كان، كالكثيرين اليوم، يحتاج لأن يكون له فكر وروح داود؛ إذ عندما رأي أَبِيشَاي شاول مضطجعًا عند المتراس، وهو ما يُشبه الخندق، قال لداود على الفور: «قَدْ حَبَسَ اللَّهُ الْيَوْمَ عَدُوَّكَ فِي يَدِكَ. فَدَعْنِـيَ الآنَ أَضْرِبْهُ بِالرُّمْحِ إِلَى الأَرْضِ دُفْعَةً وَاحِدَةً وَلاَ أُثَنِّي عَلَيْهِ» ( 1صم 26: 8 ). أ لم يَقُل الكتاب عن هذا الجبار إنه «هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ»؟ ( 2صم 23: 18 ). فإن ضربة واحدة منه كانت كافية لتتويج داود ملكًا. لكن داود أدرك أن هذا البطل لا يُدرك أنه ليس بهذه الطريقة يعتلي داود العرش، وأنه لم يَحُن الوقت بعد للمُلك. ولم يكن داود من هذا الطراز الذي يتحرَّك وفقًا للظروف المواتية، بل كان عنده فكر الله من جهة الوقت المناسب للجلوس على عرش إسرائيل كملك. كما أن داود كان يسعى - بعكس أَبِيشَاي - لا لكي يقتل شاول، بل لكي يربح قلب شاول، وهذا الأمر لم يتفهمَهُ أَبِيشَاي الذي تميَّز في حياته بروح القضاء والحكم.

وهكذا نحتاج في أيامنا لأن يكون لنا روح وفكر داود الحقيقي؛ ربنا يسوع المسيح، الذي يسعى لربح الآخرين، مهما اشتدت عداوتهم. فإن كنا نقف في صف المسيح بحق فلا بد أن تكون لنا تلك الروح التي تربح القلوب له. أما إن كنا نتصرف بروح أَبِيشَاي، فسنجد الكثيرين - حتى من أولاد الله - ينفرون من هذه الروح التي تدفعهم بعيدًا عن الشركة الصحيحة معنا. وهذا راجع لأننا أحيانًا نُقدِّم الحق صحيحًا، لكن بالأسلوب الذي معه قد يُرفَض الحق، وبالروح التي لا تسعي ولا تعمل على كسب القلوب للمسيح، وترغيبهم في محبة الحق.

يا ليت تصرفاتنا مع الآخرين تتميَّز بروح النعمة التي تسعى لربح القلوب للرب، مُعبِّرين بذلك عن لطف سَيِّدنا ومحبته، فنُسِرّ قلبه إذ يجد أواني استطاعت أن تُعبِّر عن فكره وروحه وأسلوبه الفريد.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net